قصة انا اسمي حنين

قصة انا اسمي حنين

مع مرور الأيام اكتشفت أن زوجي لم يكن مجرد إنسان قاسٍ، بل كان رجلًا يرى أن كل شيء في الحياة يُشترى بالمال، حتى مشاعر الناس. كان يقرر عني في كل صغيرة وكبيرة: ملابسي، خروجي، وحتى الأشخاص الذين يُسمح لي بالحديث معهم. لم أعد أملك من أمري شيئًا، كأنني فقدت حقي في أن أكون نفسي. كنت أعيش في قفص ذهبي، يلمع أمام الآخرين، لكنه يخنقني في الداخل.

كنت أحاول أحيانًا أن أفتح معه حديثًا عن حقي كزوجة، عن أبسط الأمور التي قد تجعلني أشعر بالاحترام. لكن رده كان دائمًا باردًا أو قاسيًا. يلوّح لي دائمًا بعبارة واحدة: “إن لم يعجبك الوضع، الباب مفتوح… لكن ستخرجين بلا شيء”. كانت تلك الكلمات تحطم كل محاولاتي، وتجعلني أخشى حتى التفكير في الاعتراض.

بمرور الوقت، لم أعد تلك الفتاة المليئة بالأمل. ابتسامتي اختفت، ملامحي ذبلت، وصرت مجرد صورة جامدة أمام الناس. الكل يظن أنني سعيدة بالمال والحياة المترفة، لكن الحقيقة أنني كنت أموت ببطء من الداخل. لم يعد هناك من يسمع صوتي، ولا من يلمح وجعي. كنت أختفي شيئًا فشيئًا خلف قناع الصمت.

وفي لحظة صعبة، وجدت نفسي أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن أستسلم وأقبل بهذا المصير القاسي حتى آخر عمري، أو أن أتمرد وأبحث عن طريقي مهما كان الثمن. حينها فقط أدركت أن معركتي الحقيقية لم تبدأ بعد، وأن الخلاص لن يأتي إلا إذا تجرأت على كسر القيد.

فهل استطعت أن أهرب من هذا الجحيم وأبدأ حياتي من جديد،
أم أن قدري كان أقوى من كل محاولاتي…؟