قصة ابنتي روان

قصة ابنتي روان

في أحد الأيام، بينما كنا نجلس معًا في الحديقة الصغيرة خلف المنزل، حدث شيء غير متوقع. بدأت ابنتي الصغيرة تروي لي عن خوفها من الظلام، وعن أحلامها المخيفة التي تجعلها تصرخ أحيانًا. لم أعد أرى الأمر كإزعاج، بل كفرصة لأكون سندها الحقيقي وأطمئنها بوجودي الدائم.

بدأت أعلم أن الحب الحقيقي هو الصبر على كل صغيرة وكبيرة، ومشاركة لحظات الأطفال معهم بلا تردد أو ضيق. كل كلمة ابتسامة وكل لحظة هدوء كانت تبني رابطًا أقوى بيننا. شعرت بأنني بدأت أكفر عن كل تقصير سابق، وأن كل ضحكة صغيرة من ابنتي كانت بمثابة مكافأة حقيقية لكل تعب السنوات الماضية.

كما بدأت ألاحظ تغيرًا في نفسي، أصبحت أكثر هدوءًا وأقل صراخًا وعنفًا، بدأت أتعلم كيف أستمع أكثر مما أتكلم، وكيف أعطي اهتمامي الكامل لكل لحظة أعيشها معها. أدركت أن الأبوة الحقيقية تتطلب التواضع والصبر، وأن كل تجربة صعبة يمكن أن تتحول إلى درس ثمين في الحياة.

وفي النهاية، شعرت أن علاقتنا أصبحت أقوى، وأن كل لحظة من الغضب والتوتر السابقة تحولت إلى حب وتقدير متبادل. أدركت أن الأطفال يحتاجون فقط لمن يراهم بصدق ويقف بجانبهم، لا مجرد مال أو هدايا. ومع ذلك، لم أكن أعلم أن اختبار الحياة لم ينته بعد، وأن القادم كان يحمل مفاجآت أكبر مما تصورت.