قصة ابنتي روان

قصة ابنتي روان

استيقظت بعد دقائق على صوت بكائها الشديد، شعرت بالذنب يغمرني رغم غضبي السابق. لم أكن أقصد أن أؤذيها، ولكن تعب العمل وضغط الحياة جعلا صبري ينفد بسرعة. حملتها بين ذراعيّ بحذر، وأحسست أنها ترتجف من الخوف، وأن دموعها لم تتوقف لحظة.

حاولت تهدئتها وأخذت أطمئنها بصوت هادئ، وقلت لها إنها بخير ولن يحدث لها أي شيء. شعرت بأنني مقصر بحقها طوال الوقت، وأن كل الأموال والملابس والألعاب التي وفرتها لها لا تعوض عن غياب والديها الحقيقي عن حياتها. كانت بحاجة لمن يشاركها لحظاتها ويجلس معها بلا ضغط ولا انشغال.

جلست بجانبها على السرير، حاولت أن أفتح حوارًا معها، أستمع لأفكارها وهمومها الصغيرة، وأدركت لأول مرة كم هي بحاجة لاهتمام صادق وعاطفة حقيقية. لم يكن جمالها أو سلوكها المزعج مهماً الآن، بل كان قلبها الصغير يحتاج فقط لشعور بالأمان والحب.

أخذت أعد نفسها أن أخصص وقتًا يوميًا لأكون معها، أسمعها وألعب معها وأروي لها القصص قبل النوم. أدركت أن ما يحتاجه الإنسان ليس المال فقط، بل حضور قلبه وعاطفته. وبدأت أشعر بأن المسؤولية التي حملتها هي أكثر من مجرد واجب، إنها فرصة للتغيير والتقرب منها حقًا.

لكن لم أكن أعلم أن هذه الحادثة كانت البداية لمواجهة أكبر صراع داخلي، صراع سيغير حياتنا جميعًا التفاصيل في الصفحة الثانية…