قصة اختي تيجي لأمي بالحلم

قصة اختي تيجي لأمي بالحلم

وقفنا قدام التربة، وسلوى وعايدة كانوا متجمدين مكانهم. واحد من الرجال الكبار في المقابر قرب مننا وقال: “مالكوا واقفين كده؟” حاولنا نغطي على الموضوع لكن ماما قالت فجأة: “أنا عايزة التربة تتفتح.” الرجل بص لها باستغراب وقال: “إنتي متأكدة؟ ده مش أمر سهل.”

بعد جدال طويل، وافق يفتح التربة. أول ما اتزاحت الحجارة، هواء بارد جداً خرج من جوه كأنه حد فتح باب على عالم تاني. ماما مسكت نفسُها بالعافية وأنا وسلوى وعايدة كدنا نصرخ. أول ما النور دخل جوه، شُفنا منظر مش هينساه حد فينا طول حياته.

جوه، الكفن كان متحرك! أو يمكن إحنا تخيلنا… لكن الرجل اللي فتح التربة نفسه صرخ وقال: “ده مش طبيعي!”، وقفلها بسرعة وهو بيرتجف. ماما وقعت على الأرض من الصدمة، وأنا فضلت أكرر: “مستحيل… مستحيل!”، لكن الليلة دي كانت بداية النهاية لكل هدوء في حياتنا.

رجعنا البيت وإحنا مش قادرين نتكلم. كل واحد فينا كان حاسس إن في لعنة ورا الموضوع. بالليل، ماما حلمت تاني بدعاء، لكن المرة دي بصوت عالي وواضح قالت: “أنا مشيت… بس مش لوحدي!”، وسكتت فجأة. الكلمة دي كانت الإجابة اللي كنا بندور عليها، لكنها حملت معانا رعب أكبر من أي وقت فات.