لماذا يتم تصميم النواقذ للخارج في إسبانيا

لماذا يتم تصميم النواقذ للخارج في إسبانيا

حين يتجول الزائر في المدن الإسبانية، يلفت انتباهه أمر غريب في تفاصيل العمران. فالبيوت والشقق، خصوصًا القديمة منها، تكشف عن تصميم مميز للنوافذ، إذ غالبًا ما تُفتح إلى الخارج بدلًا من الداخل كما هو معتاد في بلدان أخرى. مشهد النوافذ المتحركة للخارج مع الزهور المتدلية من الشرفات أصبح علامة مميزة للبيوت الإسبانية، حتى أن السياح يتوقفون لالتقاط الصور أمامها. لكن هذا الأسلوب لم يأت من فراغ، بل يقف خلفه تاريخ طويل من الثقافة والعادات والظروف المناخية.

من الناحية المعمارية، قد يظن البعض أن هذه مجرد لمسة جمالية أو اختيار اعتباطي، لكن في الحقيقة هو حل عملي مرتبط بنمط الحياة الإسبانية. المنازل في الأحياء القديمة ضيقة الممرات وقريبة من بعضها البعض، وبالتالي فإن فتح النوافذ إلى الداخل كان سيستهلك جزءًا من المساحة الداخلية الصغيرة أصلًا. لذلك جاء الحل الذكي بفتحها للخارج، مما يوفر مكانًا أوسع داخل الغرف ويمنح السكان شعورًا بالراحة في بيوتهم المحدودة.

كما أن عامل المناخ لعب دورًا لا يمكن تجاهله. فإسبانيا بلد يتميز بأجواء مشمسة ودافئة معظم أيام السنة، ومع وجود الحرّ صيفًا، احتاج الناس إلى تهوية بيوتهم بأفضل شكل ممكن. فتح النوافذ للخارج يتيح دخول الهواء والضوء بسهولة أكبر، ويمنع تراكم الحرارة داخل الغرفة. بل إن النوافذ كانت تُصمم بشكل مائل أحيانًا لتسمح بمرور النسيم وتخفيف شدة الشمس في أوقات الظهيرة.

ومع مرور الزمن، أصبح هذا التصميم عادة راسخة وعلامة ثقافية تُميز الطابع الإسباني عن غيره. لكن يبقى السؤال الذي يشغل الكثيرين: هل اقتصرت الأسباب على المساحة والتهوية فقط، أم أن هناك عوامل أخرى جعلت الإسبان يصرّون على إبقاء نوافذهم بهذا الشكل الفريد؟ …