قصة تم دفنه بالخطأ

بعد ثلاثة أيام كاملة من الغيبوبة، حسين صحى وهو ملفوف في الكفن وجواه رعب مالوش وصف. كان سامع صوته بيرتد في الضلمة، بيشم ريحة التراب والجبس، وبيحس إن صدره بيتخنق مع كل نفس. حاول يصرخ لكن صوته مبحوح ومحدش سمعه. الوقت كان بيعدي ببطء قاتل، كل ثانية زي ساعة.
يومين كاملين عاشهم حسين وهو صاحي مدرك كل حاجة. كان بيخبط بإيديه على التابوت الترابي، يصلي، يقرأ قرآن بصوت متقطع، ويفكر في خطيبته وخالته والجيران. الجوع عطشه، والخوف خلاه يعيش جحيم ما ينوصفش. بس اللي كسر قلبه أكتر هو إحساسه بالعجز التام، عارف إنه عايش، بس متكفن ومحبوس وسط الموتى.
بعد مرور خمس أيام، واحد من عمّال المقابر لاحظ صوت غريب بيطلع من ناحية القبر، افتكر في الأول إنه وهم، لكن الصوت اتكرر. نادى على ناس، ولما بدأوا يحفروا ويشيلوا الطوب، كانت الصدمة. حسين خرج وشه شاحب وجسمه منهك، عينيه بتلمع برعب وفرحة في نفس الوقت.
اللي شافوه اتشلّوا من المنظر، وأول واحد عينه وقعت على حسين وهو بيخرج من الكفن ما استحملش الصدمة، وقع ميت بسكتة قلبية. وهنا بقت القصة أسطورة بتتروى لحد النهاردة: شاب عاش تجربة الموت بكل تفاصيلها ورجع يحكي للناس عن أهوال خمس أيام تحت التراب.
تعليقات