قصة اختي ماتت من أسبوعين

في ذلك اليوم المشحون بالمشاعر، جلست والدتي وسطنا وعيناها تلمعان بإصرار غريب. كانت تكرر أن الأصوات التي تراها في المنام ليست مجرد كوابيس، بل رسائل من أختي الراحلة. حاولنا تهدئتها، لكن كلماتها كانت أثقل من قدرتنا على الرد. الجو في البيت كان مشحونًا بين الخوف والدهشة والارتباك.
سلوى، أختي الكبرى، سحبتني إلى غرفة جانبية وأغلقت الباب خلفنا. قالت لي بصوت مرتجف: “أنا كمان بحلم بدعاء، وكل مرة بتناديني بنفس الطريقة.” صُعقت من اعترافها، لأنني كنت أظن أن الأمر يخص والدتي وحدها. أدركت حينها أن ما يحدث ليس مجرد وهم، بل شيء يتكرر معنا جميعًا بطرق مختلفة.
جلسنا نناقش الأمر في سرية، وحاولنا أن نجد تفسيرًا منطقيًا. هل يمكن أن يكون ضغط نفسي بسبب الفقد؟ أم أن أختي فعلاً تحاول أن ترسل رسالة لم تصل بعد؟ بدأت أشعر أن القصة تتجاوز حدود العقل والمنطق، لكن خوفي من انهيار أمي كان أكبر من أي تفسير آخر.
في اليوم التالي، استيقظت والدتي عند الفجر وبدأت تجهيز نفسها للذهاب إلى المقابر. حاولنا ثنيها، لكن إصرارها كان أشبه بجدار صلب. لم يكن أمامنا خيار سوى مرافقتها، حتى لا تفعل ذلك وحدها. كنا نعلم أننا على وشك الدخول في مغامرة لن يكون من السهل الخروج منها. “لكن ما وجدناه عند التربة، لم يكن في الحسبان أبدًا…”
تعليقات