قصة اختي ماتت من أسبوعين

وصلنا إلى المقابر في جو من الصمت الموحش. خطواتنا كانت ثقيلة، وأصواتنا تكاد تختفي في الهواء البارد. حين اقتربنا من تربة أختي دعاء، شعرت أمي برجفة قوية في جسدها، وكأنها تسمع النداء الذي اعتادت سماعه في أحلامها. وقفنا جميعًا مذهولين أمامها ننتظر ما ستفعله.
أخرجت أمي المفتاح من يدها المرتجفة، وأصرت أن تفتح الباب الحديدي بنفسها. كانت تهمس بكلمات دعاء ودموعها تنهمر بغزارة. حاولنا إيقافها، لكن لا أحد استطاع مواجهتها في تلك اللحظة. بدا وكأن قوة خفية تدفعها للاستمرار.
وما إن فُتح باب التربة حتى هبّت رائحة غريبة لم نشعر بها من قبل. ارتبكنا جميعًا وتراجعنا خطوة إلى الوراء، بينما ظلت أمي واقفة في مكانها تحدّق بعينيها الجاحظتين. كانت تتمتم بكلمات غير مفهومة، ثم صرخت فجأة قائلة: “هي لسه هنا.. دعاء لسه هنا!”
ساد صمت مخيف للحظات، ثم بدأت أصوات همسات غريبة تتردّد من عمق التربة. لا أحد كان قادرًا على التفسير، ولا أحد تجرأ على الاقتراب أكثر. لكن ما تأكدنا منه جميعًا أن هذه لم تكن مجرد أحلام أو أوهام… بل بداية لقصة لم تكتمل بعد.
تعليقات