جنازة لشاب وسيم مات بالسكتة القلبية

جنازة لشاب وسيم مات بالسكتة القلبية

كان المشهد في المقبرة صعبًا يعتصر القلوب. شاب وسيم، ممتلئ بالحياة، رحل فجأة إثر سكتة قلبية صادمة، تاركًا أهله وأصدقاءه في ذهول وحزن شديد. بكته الأمهات، وتنهّد الآباء، وغصّ أصدقاؤه بدموعهم، بينما انشغل شقيقه الأكبر الملتزم بتجهيز قبره. كان يحاول التماسك قدر المستطاع، لكنه لم يستطع حبس دموعه وهو ينزل إلى داخل القبر، ليضع جسد أخيه بيديه.

اقترب بلطف، كشف عن وجهه ليلقي النظرة الأخيرة، فارتجف قلبه، وتجمّدت الدمعة في عينه. صُعق بما رآه، ملامح لم يعرفها، وكأن الوجه لم يعد وجه أخيه الذي كبر معه. جفّت دموعه في لحظة، وتملّكه خوف غريب لم يعرف له تفسيرًا. أعاد الكفن بسرعة وأتمّ الدفن وهو يحاول إخفاء ارتباكه، ثم خرج ليستقبل المعزّين لكنه لم يكن حاضر القلب.

النساء كنّ جميعًا يبكين بحرقة على فراقه، إلا زوجته التي جلست ثابتة، بلا دمعة ولا تنهيدة. بدا الأمر غريبًا لكل من حضر، وزاد من اضطراب شقيقه الذي لم ينسَ ما رآه داخل القبر. في المساء، رنّ هاتف المنزل، رفعت إحدى السيدات السماعة ثم ناولت الجهاز للزوجة قائلة: “إنه أخو زوجك”. تقدمت الزوجة بهدوء وردّت ببرود: “نعم؟”. قال الأخ: “عظم الله أجرك”. فأجابته بلا اكتراث: “أجرنا وأجرك”.

تردّد قليلاً، لكنه لم يعد يحتمل:
– “هناك أمر غريب حدث اليوم في المقبرة…”
– “ماذا تقصد؟” قالت ببرود.
– “حين كشفت عن وجه أخي… رأيت شيئًا لم يكن وجهه المعتاد…”

هنا انقطع صوته فجأة…

لكن ماذا رأى؟ ولماذا تغيّرت ملامح الراحل بتلك الطريقة المخيفة؟
الجواب الذي كشفه لاحقًا سيصدم الجميع… في الصفحة الثانية…