قصة بحلم اتجوز وانجب طفل

كنت ما زلت على سريري في المستشفى، أنظر إلى السقف وعقلي يرفض أن يصدق ما جرى. مددت يدي المرتجفة إلى هاتفي، أبحث عن أي رسالة من حبيبتي التي كنت أعيش فقط من أجلها. وفعلاً، وجدت رسالة منها، فتحتها بسرعة، لكن كلماتها كانت كسكين يغرس في قلبي: “أنت الآن أصبحت عاجزًا، ولن أستطيع أن أُكمل حياتي معك، آسفة.” للحظة شعرت أن الدنيا أظلمت، وكأن كل ما بنيته من أحلام انهار أمام عيني. لم يكن وجع رجلي المبتورة أقسى من خيانة قلبٍ أحببته بصدق، قلب تخلي عني في اللحظة التي كنت أحتاجه فيها أكثر من أي وقت مضى.
صرخت بحرقة، وبكيت حتى جفّت دموعي. تذكرت كل لحظة قضيتها معها، كل كلمة وعدتني بها، كل حلم رسمناه معًا. كيف تستطيع أن تنسف كل ذلك بجملة قصيرة؟ هل كانت معي حبًا حقيقيًا، أم كانت فقط تبحث عن رجلٍ يلبي طلباتها ويُرضي طموحاتها المادية؟ لم أجد جوابًا سوى الألم. وبينما أنا غارق في هذا الصراع الداخلي، سمعت خطوات خفيفة تقترب مني. رفعت رأسي فرأيت تلك الفتاة، نفسها التي تسببت بالحادث، تمسك بباقة ورد وتنظر إلي بعينين تملؤهما الندم.
اقتربت وجلست بجانبي، مدت يدها برفق لتلمس يدي وهي تقول بصوت مرتجف: “أنا السبب في كل ما حصل لك، وأعرف أن كلمة آسفة لا تكفي أبدًا.. لكني أعدك أنني لن أتركك وحدك.” للحظة لم أفهم مقصدها، ولم أستوعب كيف يمكن لشخص تسبب في كل هذا أن يقول إنه سيبقى. لكن في داخلي كنت بحاجة ماسة إلى أي كلمة تبعث الأمل في قلبي، إلى أي إنسان يمنحني شعورًا أنني لست وحيدًا في هذه المعركة.
ومع مرور الأيام، بدأت ألاحظ أنها لم تكن مجرد كلمات عابرة. كانت تزورني كل يوم، تجلس بالساعات بجانبي، تحاول أن تضحكني حين أبكي، وتخفف عني حين يشتد الألم. كنت أنظر إليها وأتساءل: لماذا تفعل هذا؟ لم تكن تعرفني من قبل، ولم يكن بينها وبيني أي صلة. كان بإمكانها أن تعتذر وتمضي لحياتها، لكنها اختارت أن تتحمل معي ما جرى وكأنها جزء من قصتي.
لكن.. هل يمكن أن يتحول الجرح الذي أحدثه القدر إلى بداية لحبٍ جديد؟
وهل يمكن لقلبٍ مكسور أن يجد الدواء في يد من كان سبب الجرح؟ الإجابة في الصفحة الثانية…
تعليقات