قصة بعد لما ابوهم مات والدكتور قال انه مات طبيعي

قصة بعد لما ابوهم مات والدكتور قال انه مات طبيعي

بعد وفاة الحاج أبو حسن، عمّ الحزن بيت العائلة، وارتبكت المشاعر ما بين صدمة الفقد ووجع الفراق. سحر، ابنته الوحيدة، لم تكن تتوقع أن يرحل والدها فجأة وهي التي لم يمضِ على آخر حديث دار بينهما سوى ساعات قليلة فقط. في مكالمة قصيرة ليلة أمس، كان يحدثها وهو يضحك، يتكلم عن مستقبله كأنه شاب في العشرين، ويطلب منها أن تبحث له عن زوجة جديدة تملأ عليه وحدته. لم تتخيل للحظة أن هذه المكالمة ستكون آخر عهده بالدنيا، ولم يخطر ببالها أن كلمات أبيها ستتحول خلال ساعات إلى ذكرى أليمة تحرق قلبها.

حسن، الأخ الأكبر، اتصل بأخته سحر في الصباح وهو لا يستطيع أن يخفي ارتباكه ودموعه. قال لها بصوت متهدج:
“يا سحر… أبوكي مات… تعالي بسرعة عشان تودعيه”.
وقتها لم تستوعب الكلمات، وكأن عقلها رفض تصديق الصدمة. صرخت وهي ترد:
“إزاي مات؟! أنا لسه مكلماه امبارح وكان كويس خالص… إزاي يا حسن؟!”
لكن حسن لم يجد ما يقوله، اكتفى بتكرار: “صحينا لقيناه ميت، مش عارفين إيه اللي حصل”.

وصلت سحر إلى البيت مسرعة، وعيناها غارقتان في الدموع. احتضنت إخوتها وهي تسألهم سؤالاً واحداً يتكرر: “أبوكم مات إزاي؟ مين زعّله؟ مين ضايقه؟”. لكن فوزي رد عليها بهدوء محاولاً أن يبدو متماسكاً: “يا سحر… الدكتور كشف وقال وفاة طبيعية… هبوط في الدورة الدموية. أبوكي كان معدي الستين سنة، يعني العمر مش مضمون”.
لكن كلمات فوزي لم تقنعها، فهي تعرف جيداً أن والدها كان قوي البنية، يضحك دائماً، ولا يشتكي إلا نادراً من صداع عابر. كانت متأكدة أن وراء وفاته لغز لم يُكشف بعد.

حين جاء وقت الغسل، قرر الإخوة أن يقوموا هم بهذه المهمة بأنفسهم. فوزي قال بحزم: “إحنا ولاده، مين أحق منه غيرنا؟ مش هندخل غريب يغسله”. وافقه حسن ووليد، وبالفعل قاموا بتجهيزه بأنفسهم. سحر وقفت تراقب من بعيد، قلبها يتمزق وهي تتمنى لو تحتضنه مرة أخرى. وحين انتهوا من التكفين وأخرجوا الجثمان، توسلت سحر إلى حسن: “خليني أبوسه آخر مرة يا حسن، والنبي خليني أشوفه”. لكن حسن رد عليها: “كفاية يا سحر… ادعي له دلوقتي، هو في دار الحق”.

انطلق موكب الجنازة وسط بكاء الناس، والجيران الذين وقفوا أمام البيوت يترحمون على الرجل الطيب. إحدى الجارات قالت: “غريبة موته فجأة… أنا شُفته امبارح وكان بيضحك ومبسوط”. أخرى ردت: “الدكتور قال هبوط في الدورة الدموية… يمكن عشان كبر سنه”. لكن الجميع اتفقوا أن أبا حسن لم يكن يظهر عليه المرض أو التعب، وأن رحيله كان صدمة للجميع.

وعند القبر، كان المشهد مختلفاً. التربي أوقفهم قبل الدفن وهو يطلب تصريح الدفن: “هاتوا الورق… لازم أشوفه”. مدّ حسن الورق وهو يقول: “اتفضل يا حاج… كله رسمي، الدكتور كتب وفاة طبيعية”. لكن حين ساعدهم التربي في إنزال الجثمان، لاحظ شيئاً غريباً. قطرات دم بدأت تظهر على الكفن الأبيض. وقف مذهولاً وسأل الإخوة بحدة: “أبوكم مات إزاي؟! الدم ده مش طبيعي”. ارتبك فوزي وحاول التماسك قائلاً: “يا عم الحج، التقرير عندك… والدكتور كتب كل حاجة، وفاة طبيعية”. لكن نظرات التربي كانت مليئة بالشك. توقف للحظة وهو ينظر إلى الكفن ثم قال بصوت متردد: “طيب… يلا نكمل الدفن، وربنا يستر”.

تم إغلاق القبر وسط دموع الجميع، لكن في قلب سحر لم تنطفئ نار الشك. كانت متأكدة أن موت والدها لم يكن عادياً. والصدمة الكبرى جاءت لاحقاً… حين كشف التربي السر لزوجته وهو يعود إلى بيته.

لكن، ما هو السر الذي لاحظه التربي؟
وهل موت أبو حسن كان طبيعياً أم وراءه جريمة خفية؟ الإجابة في الصفحة الثانية…