قصة بعد لما ابوهم مات والدكتور قال انه مات طبيعي

عاد التربي إلى بيته بعد الدفن، وهو لا يزال مرتبكاً مما شاهده. جلس صامتاً على طاولة الطعام، بينما زوجته تراقبه بقلق وتسأله: “مالك يا راجل؟ شكلك مش طبيعي… هو إيه اللي حصل في الدفن؟”. تنهد التربي طويلاً، ثم قال بصوت خافت كأنه يخشى أن يسمعه أحد: “الميت ده… ما ماتش موتة طبيعية زي ما بيقولوا”.
شهقت زوجته وهي تقترب منه: “إزاي يعني؟!”. أجاب وهو يهز رأسه: “شفت الدم اللي نازل من الكفن؟ ده مش بيحصل مع الموت الطبيعي… ده بيحصل لو الميت اتعرض لصدمة أو نزيف داخلي شديد… وأنا غاسلتش ميت زي ده قبل كده إلا وكان وراه حكاية كبيرة”.
ظلّت الكلمات ترن في أذن زوجته، وهي تسأله بتوتر: “يعني تقصد إنهم خبّوا السبب الحقيقي للوفاة؟!”. ردّ عليها: “ممكن… وممكن كمان يكون في حاجة حد مش عايزها تظهر. الأغرب إنهم مصرّين يغسلوه بنفسهم وميدخلوش حد غريب”.
في تلك الليلة، لم يغمض لسحر جفن. كانت تشعر أن كلام التربي لو خرج للنور سيفضح شيئاً كبيراً. قلبها يخبرها أن والدها لم يرحل بهدوء، وأن هناك سراً أخفاه إخوتها عنها. كل كلمة تذكرتها من مكالمته الأخيرة معها زادت من شكوكها، خصوصاً عندما طلب منها أن تبحث له عن زوجة جديدة، وكأنه كان يخطط لحياة أخرى، لا لموت مفاجئ.
ومن هنا بدأت رحلة البحث عن الحقيقة… رحلة قد تكشف أسراراً لم تكن تخطر على بالها، وربما تضعها في مواجهة مباشرة مع أقرب الناس إليها.
تعليقات