من سنه ونص تقريبا ولدت توءم (بلال وبيجاد)

عشت لحظات لا يمكن وصفها وأنا جالسة وسط الأطباء، أسمع كلماتهم الثقيلة وكأنها صخور تنهال على رأسي، لكن داخلي كان مشغولًا فقط بطفلين في عمر الأيام ينتظران حضني ودفئي. لم أفهم في البداية كيف يمكن لمرض أن يهدد حياتي بهذه السرعة، وكيف يكون جسدي في مواجهة سباق مع الزمن، عشر أيام فقط هي الفاصل بيني وبين النهاية لو لم أبدأ العلاج فورًا. كنت مذهولة، تائهة بين صدمة التشخيص وقلق الأمومة، بينما دموعي تنساب بصمت لا يراه أحد.
قضيت تلك الليلة في المستشفى دون نوم، أنظر للسقف وأحاول أن أستوعب أن حياتي التي بدأت تبدو طبيعية بعد الولادة قد تحولت فجأة إلى ساحة معركة مع مرض لا يرحم. أصوات الممرضات في الخارج، وصدى خطوات الأطباء في الممرات، كل شيء كان يذكرني بأن الوقت يمر وأن عليّ اتخاذ قرار سريع. في داخلي كان الصراع الأعظم: أخاف من الموت لكن خوفي على أولادي أكبر بكثير من خوفي على نفسي.
جاء زوجي في الصباح محاولًا التماسك، لكنه كان مرتبكًا وقلقًا مثلي تمامًا. جلس بجانبي يقول كلمات تشجيع، لكن عينيه كانتا تفضحان خوفه العميق. كنا وحدنا في الغربة، لا سند إلا الله، ولا عائلة قريبة تساعدنا على حمل هذا الثقل. كنت أنظر إلى توأمي في الصور على هاتفي وأتساءل: هل سأراهم يكبرون أمامي؟ هل سأسمع ضحكاتهم وهم يخطون خطواتهم الأولى؟ أم أن هذه اللحظة قد تكون آخر ما أملكه معهم؟
وبين كل تلك الأفكار، لم يتركني الأطباء لحظة راحة، فالمسح الذري كان بانتظاري، والفحوصات تتوالى بشكل لا ينتهي. قلبي كان يخفق بقوة وأنا أتنقل من غرفة إلى أخرى، حتى وصل الخبر الذي سيغير مجرى حياتي بأكملها.
لكن ما اكتشفه الأطباء بعد المسح الذري لم يكن عاديًا على الإطلاق.
النتائج كانت صادمة وأعطتني بصيص أمل لم أكن أتوقعه… ما حصل بالصفحة الثانية…
تعليقات