من سنه ونص تقريبا ولدت توءم (بلال وبيجاد)

من سنه ونص تقريبا ولدت توءم (بلال وبيجاد)

بعد ساعات من الانتظار الطويل، دخل الطبيب ومعه فريق كامل يحملون أوراق النتائج، كنت أتوقع الأسوأ وأتجهز داخليًا لسماع حكم مؤلم جديد. لكنه بدأ كلامه بنبرة مختلفة، قال إن المرض موجود بالفعل لكنه لم ينتشر كما كانوا يتوقعون، وهذا يعني أن هناك فرصة للعلاج والسيطرة عليه إذا التزمت بالبروتوكول الطبي بدقة. لم أتمالك دموعي وقتها، فقد كنت أسمع للمرة الأولى كلمة تحمل الأمل بدلًا من اليأس.

شرحت لي الطبيبة أن المرض الذي أصابني هو نوع نادر جدًا من السرطان يظهر بعد الحمل بسبب المشيمة، لكنه سريع الاستجابة للعلاج الكيميائي إذا بدأ مبكرًا. كان حديثها كنافذة أضاءت عتمة روحي، لكنني في الوقت نفسه ارتجفت خوفًا من رحلة العلاج وما تحمله من ألم وآثار جانبية. رغم ذلك، فكرة أنني سأبقى إلى جانب أولادي كانت كافية لأجعلني أتمسك بالحياة وأقاوم بكل قوتي.

الأيام التالية لم تكن سهلة، فقد بدأت جلسات العلاج سريعًا، وكل جلسة كانت معركة بين إرادتي وبين آثار الدواء الثقيلة. تساقط شعري وازدادت حالتي ضعفًا، لكنني كنت أبتسم كلما تذكرت أن هذه التضحية هي طريقي الوحيد للبقاء مع عائلتي. كان زوجي يسندني في كل خطوة، يحمل التوأم حين أبكي من التعب، ويواسيني حين أشعر أنني لم أعد أحتمل.

كنت أكتب لنفسي في دفتر صغير كلمات بسيطة أكررها كل يوم: سأعيش من أجل أولادي، سأقف على قدمي لأراهم يكبرون، لن أسمح للمرض أن يسرق فرحتي بهم. هذه الكلمات كانت بمثابة العلاج النفسي الذي يعينني على تحمل ساعات الألم الطويلة.

مرت الشهور ثقيلة لكنها مليئة بالدروس.
وكانت المفاجأة بعد آخر جلسة كيماوي حين عدت لمقابلة الطبيب… في الصفحة الثالثة…