من سنه ونص تقريبا ولدت توءم (بلال وبيجاد)

من سنه ونص تقريبا ولدت توءم (بلال وبيجاد)

جلست أمام الطبيب وأنا أرتجف من القلق، وكأنني سأسمع الحكم النهائي على حياتي. فتح ملفي الطبي، ابتسم قليلًا ثم قال جملة جعلتني أنفجر بالبكاء: النتائج تشير إلى أن المرض اختفى تمامًا وأن جسدك استجاب للعلاج بشكل ممتاز. لم أصدق أذني، ظننت أنني أحلم، لكن الأطباء أكدوا أنني الآن في مرحلة الشفاء وأنني انتصرت على السرطان بعد رحلة صعبة.

خرجت من المستشفى وأنا أشعر أنني وُلدت من جديد، الهواء بدا مختلفًا، والشمس كانت أكثر دفئًا من أي وقت مضى. عدت إلى منزلي وأنا أحمل بين يدي التوأم بلال وبيجاد، وكأنني أحتضن الحياة كلها في لحظة واحدة. نظرت إليهم ودموعي تنهمر من شدة الامتنان لله الذي منحني فرصة ثانية لأكون بجانبهم.

لم أنس لحظة أن أهلي في مصر عاشوا هذه التجربة معي من بعيد، قلوبهم كانت معي رغم المسافة، وأمي التي كانت تبكي على الهاتف كل ليلة وهي تدعو لي بالنجاة. شعرت أن قوة دعائهم هي التي مدتني بالطاقة لأقاوم، وأن حبهم كان السند الخفي الذي لم يتركني أبدًا.

اليوم وأنا أكتب هذه القصة بعد مرور عام ونصف، ما زلت أتعلم أن الحياة هدية لا تقدر بثمن، وأن الصحة هي أغلى ما يمكن أن نملكه. صرت أقدر كل لحظة مع أطفالي وزوجي، وأعيشها بامتنان لا ينتهي. المرض علمني أن الإنسان قد ينهار جسديًا لكنه قادر أن ينهض بروحه وإرادته، وأن الحب والأمل قادران على صنع المعجزات. لقد نجوت، وعدت لأعيش، ولأخبر العالم أن الأمل أقوى من أي مرض.