رﺟﻞ ﺃﺑﻜﻰ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻟﻴﻀﺤﻚ ﺯﻭﺟﺘﻪ

رﺟﻞ ﺃﺑﻜﻰ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻟﻴﻀﺤﻚ ﺯﻭﺟﺘﻪ

خرجت الأم العجوز من المحل ودموعها تملأ عينيها، لم تستطع أن تصدق أن ابنها الذي ربته وسهرت الليالي من أجله قد أهانها بهذه الطريقة القاسية. كانت خطواتها متعثرة وهي تحمل حفيدها الصغير بين ذراعيها، تشعر أن قلبها ينكسر مع كل كلمة قالها لها ابنها. لم يكن الذهب هو ما أبكاها، بل شعورها بأنها أصبحت بلا قيمة في حياته، وكأن كل ما قدمته له في شبابه قد محته لحظة غضب أو استعلاء.

أما الزوجة، فقد شعرت بصدمة كبيرة مما فعله زوجها أمام الناس. صحيح أنها أرادت الذهب لنفسها ووافقت على شراء ما ترغب به، لكنها لم تتوقع أن يصل به الأمر إلى إذلال أمه بهذا الشكل. ظلت صامتة للحظات، ثم قالت له بصوت متحشرج: لقد أخطأت كثيرًا يا فلان، فهذه المرأة ليست خادمة ولا غريبة، هذه أمك التي لولاها ما كنت تقف أمامي الآن.

جلس التاجر خلف مكتبه مذهولًا من المشهد، فقد رأى الكثير من الزبائن في متجره، لكنه لم يشهد موقفًا مؤلمًا كهذا من قبل. شعر بغصة في قلبه، لكنه لم يجرؤ على التدخل أكثر من اللازم، واكتفى بأن ينظر إلى الشاب بنظرات لوم عميقة لعلها توقظه من غفلته. غير أن الشاب ظل واقفًا بعناد، وكأنه لم يفعل شيئًا يستحق كل هذا الغضب.

مرت لحظات ثقيلة حتى قرر الزوج مغادرة المحل متجاهلًا كل العيون التي كانت تراقبه. خرج بخطوات متوترة، وفي داخله صراع لم يعترف به، بينما بقيت صورة أمه وهي تبكي عالقة في ذهنه دون أن يعرف أنها ستطارده طويلًا.

لكن ما لم يكن يتوقعه أن هذه الحادثة ستغير مسار حياته بأكمله.
فالأيام المقبلة كانت تخبئ له درسًا قاسيًا لم يكن في حسبانه… في الصفحة الثانية…..