رﺟﻞ ﺃﺑﻜﻰ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻟﻴﻀﺤﻚ ﺯﻭﺟﺘﻪ

رﺟﻞ ﺃﺑﻜﻰ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻟﻴﻀﺤﻚ ﺯﻭﺟﺘﻪ

بعد أيام قليلة من تلك الحادثة، مرض الطفل الصغير مرضًا مفاجئًا أقعده في الفراش. هرع الأب به إلى المستشفى وهو يرتجف من الخوف، وهناك جلس الأطباء يفحصونه لساعات. لم يعرف ما السبب، لكنهم أخبروه أن وضع الطفل يحتاج إلى رعاية دقيقة وأن الأمر قد يطول. كانت لحظة صادمة، وكأن الله يعاقبه على كلماته القاسية تجاه أمه.

جلست الأم العجوز بجوار حفيدها، تمسح على رأسه وتبتهل إلى الله أن يحفظه. نظر الابن إليها وهو يرى كيف تنسى جرحها لأجله ولأجل ابنه، فشعر أن قلبه يتمزق من جديد. أدرك وقتها أن الدنيا لا تساوي شيئًا أمام رحمة الأم، وأن كلمة طيبة أو حضن صادق منها أغلى من كل الذهب الذي يمكن أن يشتريه.

مرت الأيام والطفل بدأ يتعافى شيئًا فشيئًا، ومع كل لحظة تحسن كان الأب يشعر أن الله يمنحه فرصة جديدة ليصحح ما أفسده. صار أكثر لينًا مع أمه، يقبّل يدها كل صباح، ويحاول أن يعوضها عن كل ما فات. كانت دموعها تنهمر وهي ترى ابنها يعود إليها، وكأن الحادثة كانت صفعة أيقظته من غفلته.

ومنذ ذلك اليوم، تغيّر الرجل تمامًا. صار يردد لكل من حوله أن رضا الأم لا يعوّضه شيء، وأن عقوقها هو بداية طريق الهلاك. كان يقول: لقد أبكتني الحياة لأفهم أن دمعة أمي أغلى من الدنيا وما فيها، وأن ضحكتها هي الكنز الذي لا يضاهيه ذهب. هكذا تحولت القسوة إلى درس، والندم إلى بداية جديدة عنوانها الرحمة والبر.

لقد فهم متأخرًا، لكن الله أنقذه قبل فوات الأوان.