قصة واقعية هزت مصر في العام 2006

في تلك اللحظة التي التصقت فيها عين الطفلة مريم بالثقب لم تكن تدري أن حياتها ستتغير بالكامل. فقد رأت أمنية وهي تقترب من جسد والدتها المتوفاة وتضع بجانبها قطعة قماش سوداء بداخلها أشياء غريبة، ثم بدأت تتمتم بكلمات غير مفهومة. بدلاً من الغسل الشرعي جلست عند رأسها وبدأت تحرك يديها بحركات غريبة كأنها تمارس طقسًا سريًا.
مريم لم تستطع أن تتحرك من مكانها رغم الخوف الذي شل أطرافها. رأت أمنية تضع جزءًا من تلك القماشة داخل فم أمها ثم سارعت بتكفينها بسرعة وكأن شيئًا لم يكن. حين خرجت أمنية كانت هادئة مطمئنة أمام أهل الميتة، وقالت لهم إن الغسل اكتمل كما يجب وإن بإمكانهم الدخول لمباشرة مراسم الدفن. لكن عين مريم كانت مليئة بالذهول والريبة مما رأته للتو.
حاولت مريم أن تهمس لخالتها بما رأته لكن الخالة لم تصدقها وقالت لها إن الحزن جعلها تتخيل أشياء غريبة. الكل كان يثق بأمنية ثقة عمياء فهي المرأة الصالحة التي تخدم الجميع بلا مقابل، وتغسل الموتى لوجه الله. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل دفنت القصة كما دفنت الأم، لكن الشعور بالخوف والشك ظل يلازم الصغيرة في أعماقها.
مرت الأيام والسنوات، وأمنية ازدادت شهرة في القريات وخارجها. صارت مقصد الناس لحل مشاكلهم ولعلاج أمراضهم، وكانت تخبرهم أنها تملك علمًا من عند الله، بينما هي في الحقيقة تمارس طقوسًا غريبة تعلمتها من المشعوذين. وبينما كان الناس يزدادون تعلقًا بها، كانت مريم تكبر ومعها يزداد يقينها بأن ما رأته يوم وفاة أمها لم يكن مجرد خيال.
لكن ما الذي كانت تفعله أمنية حقًا داخل غرفة الموتى؟ وهل كان سرها سيظل مخفيًا للأبد؟ الإجابة الصادمة بدأت ملامحها تظهر في الصفحة الثانية
تعليقات