دخلت بخطوات مترددة، النور كان خافت بشكل غريب، ورائحة البخور ماليه المكان بطريقة خانقة. قعدت ألف عيني في كل اتجاه وأنا بحاول أميز أي حاجة، وفجأة شفت دنيا مربوطة في الكرسي وعيونها مليانة رعب. اتجمدت في مكاني، وصوتها وهي بتعيط قطع صمتي: “ماماااا الحقيني”. وقبل ما ألحق أتحرك، لقيت حمايا واقف وراها ماسك سبحة طويلة وعينيه فيها نظرة مرعبة عمري ما شفتها قبل كده.
حسيت الأرض بتتهز تحت رجلي، كل اللي كنت أعرفه عن حمايا تلاشى قدام المنظر اللي شايفاه. بصلي بهدوء وقال: “ساره.. إنتي إزاي طلعت لحد هنا؟” كلماته كانت باردة وكأنها سكاكين بتقطع في قلبي. حاولت أتكلم، لكن لساني اتعقد من الخوف. دنيا فضلت تصرخ وأنا حسيت أني داخلة في كابوس مش عارفة أصحى منه.
المشهد كان أكبر من استيعابي، ومخاوفي كلها اتجمعت في اللحظة دي. وقفت متسمرة مكاني مش عارفة أهرب ولا أصرخ، وصوت خطواته وهو بيقرب مني كان بيثبت أن الليلة دي مش هتعدي عادي أبدا.
لكن اللي اكتشفته بعدها خلاني أتمنى إن صرخة دنيا تكون آخر حاجة سمعتها في حياتي واللي شفته جوه الأوضة التانية كان أبشع من أي كابوس ممكن أتخيله التكملة في الصفحة الثانية……
تعليقات