قصة إحدى المعلمات قائله كنت مخنوقه فدخلت الفصل

توجهت بعد المدرسة لبيت أحمد وأنا مشغولة ومتوترة، وفضلت أسأل الجيران لحد ما وصلت لعمارة قديمة في حي شعبي. طلعت السلم وأنا سامعة صوت خناق طالع من فوق، وكل خطوة كنت باخدها كان قلبي بيتقل أكتر. لما وصلت طرقت الباب وفتح لي والده، رجل ضخم ووشه عابس، نظرته تخوف من أول لحظة. حاولت أتكلم معاه بهدوء وقلت: “أنا مدرسة أحمد وجيت أتكلم مع حضرتك عن مستواه الدراسي”. لكن قبل ما أكمل، قاطعني بحدة وقال: “مالكيش دعوة بالواد، هو كده ولازم يتربى بالعصاية”. اتأكدت وقتها إن كل كلمة قالها الطفل عن أبوه كانت حقيقية.
سمعت صوت بكاء أحمد من جوه وهو بيقول: “يا بابا سيبني أذاكر بس”. قلبي اتقبض وأنا واقفة عاجزة، لكني قررت متراجعش. قلت للأب بنبرة قوية: “التربية مش بالعنف، الواد ده محتاج حضن وأمان مش ضرب”. ساعتها رفع صوته عليا وقال: “إنتي جاية تعلّميني أربي؟”. حسيت الموقف ممكن يتطور، فاستجمعت شجاعتي وخدت قرار إني مش هسيب أحمد هنا يتدمر.
رجعت المدرسة في اليوم اللي بعده وقدمت مذكرة مفصلة للمدير وحكيت كل اللي شفته وسمعته. المدير أول مرة كان متردد وقال: “دي حياة أسرية ومش من حقنا نتدخل”. لكني صممت، وقلتله: “إحنا مسؤولين عن الطلبة دول مش بس في العلم لكن في حياتهم كمان، وده طفل بيتعرض لخطر يومي”. وبعد نقاش طويل، وافق يرفع الموضوع للشؤون الاجتماعية.
المفاجأة كانت إن أحمد مش لوحده، وإن وراه قصة أكبر وأعمق هتغير حياتي أنا كمان، ودي بداية الأحداث اللي لسه ما حكتش عنها.
تعليقات