قصة الشاب من أشهر المطربين الصاعدين بمصر

ذهبت إليه وابتسمت رغم أن قلبي كان يخفق بسرعة من هول اللقاء بعد كل تلك السنين، لم يكن مجرد صديق قديم بل كان جزءًا من مرحلة كاملة من حياتي تركتها خلفي. نظرت إلى وجهه فوجدت الزمن قد أضاف إليه ملامح النضج، لكنه بقي يحمل نفس البريق في عينيه، ذلك البريق الذي ربط بيننا أيام الشباب والأحلام الكبيرة. مددت يدي لمصافحته، فتفاجأ ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة، وكأن لحظة اللقاء أعادت إلينا كل ما كان بيننا.
جلسنا معًا على مقعدين متجاورين بعد أن طلبت من إحدى المضيفات تغيير مقعدي، لم يرفض بل بدا وكأنه كان ينتظر هذا الحديث الطويل. بدأنا نتبادل الذكريات، ضحكنا على مواقف قديمة كنا نظنها حينها مآسٍ كبرى، وبكينا قليلًا حين تذكرنا من رحلوا ولم يعودوا. حدثته عن رحلتي مع التوبة وعن أول يوم قررت فيه ترك الأغاني قبل أن يعرف أحد، وكيف أني كنت خائفًا من ضياع مستقبلي لكني وجدت السكينة في طريق الله.
ظل عمرو يستمع بصمت، كان يرفع حاجبيه أحيانًا ويتنفس بعمق وكأنه يعيد تقييم أشياء كثيرة في حياته. سألني عن الورم وكيف حرمني من الغناء، فابتسمت وقلت له إن الله يبتلي من يحبهم ليقربهم إليه، وإن هذا البلاء كان أعظم نعمة لأنني لولاه ربما لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه الآن. شعرت أن كلماتي لمست شيئًا عميقًا داخله، فقد أطرق برأسه قليلًا دون رد.
اقتربت الطائرة من وجهتها، لكن الحديث بيننا لم ينتهِ، فقد بدا واضحًا أن هذا اللقاء لم يكن صدفة بل ترتيبًا إلهيًا لهدف أكبر. وقبل أن نغادر الطائرة قال لي بصوت منخفض إنه يشعر أن قلبه لم يعد كما كان وأنه يود أن يعرف أكثر عن رحلتي الجديدة مع الله. ابتسمت له، وقلت إن أبواب الهداية مفتوحة للجميع وأن الله لا يغلق بابه أمام أحد.
ما الذي حدث بينهما بعد نزولهما من الطائرة
وكيف أثرت كلمات الشيخ محمود على قلب صديقه القديم في الصفحة الثانية:
تعليقات