قصة الشاب من أشهر المطربين الصاعدين بمصر

قصة الشاب من أشهر المطربين الصاعدين بمصر


بعد نزولنا من الطائرة اقترح عمرو أن نلتقي في أحد المقاهي الهادئة بعيدًا عن عيون المعجبين والضجيج، فوافقت بسرور. جلسنا نتحدث لساعات طويلة عن حياتنا الحالية، عن الشهرة التي ينعم بها هو وعن البساطة التي أعيشها أنا. سألني كيف وجدت السعادة في طريق بدا للجميع أنه فقدان للفرص، فأجبته بأن السعادة ليست في التصفيق ولا في الأضواء، بل في طمأنينة القلب ومعرفة الغاية من الحياة.

رويت له مواقف كثيرة من رحلاتي في الدعوة، وكيف أنني رأيت شبابًا يعودون إلى الله بعد ضياع طويل، وكيف أن كلمات بسيطة يمكن أن تنقذ حياة كاملة من الانهيار. كان يستمع بتركيز شديد حتى شعرت أن صمته أثقل من أي كلمات. وفي لحظة مفاجئة قال لي إن الشهرة التي يعيشها أحيانًا تجعله يشعر بالوحدة وإنه يحسدني على السلام الداخلي الذي أراه في عينيّ.

مددت يدي فوق يده وقلت له إن الله كريم وإن العودة إليه لا تحتاج إلا لصدق النية وخطوة واحدة. لم أضغط عليه ولم أوبخه على مساره الفني، فقط تركت له الباب مفتوحًا. قبل أن نفترق قال لي إنه سيحاول أن يعيد التفكير في أمور كثيرة وأن حديثنا هذا لن ينساه أبدًا. رأيت في عينيه دمعة صغيرة حاول أن يخفيها بابتسامة سريعة.

غادرنا ذلك اللقاء وكل منا يحمل في قلبه شيئًا جديدًا، أما أنا فشعرت أن الله استخدمني لأكون سببًا في إيقاظ قلب صديقي القديم ولو بقدر يسير، وأدركت أن البسمة التي منحني الله إياها ربما تكون أعظم رسالة أتركها في حياة الآخرين. هكذا كانت حكايتي معه، درسًا في أن الهداية والرحمة قد تأتيان في لحظات غير متوقعة وبطرق يعجز العقل عن تصورها.