قصة كانت عمرها عشر سنوات حينما زفت إلى عريسها

في الليلة التالية اجتمع مع عائلته وأخواته، وأخبرهم أنه لن يمس الفتاة ولن يعاملها كزوجة، بل سيعاملها كابنة تحتاج للحماية. انفجرت أخته الكبرى غاضبة: “الناس سيتحدثون عنا! سيقولون إنك رفضت زوجتك ليلة الزفاف!” لكنه ظل ثابتًا وقال: “ليقولوا ما يشاؤون، أنا لن أشارك في ظلم طفلة.” حاولت العائلة إقناعه بالسكوت وعدم إثارة المشاكل، لكنه كان قد حسم أمره بالفعل.
في الأيام التالية بدأ يبحث عن أقارب بعيدين للطفلة أو أحد يمكنه رعايتها بطريقة تضمن لها التعليم والحياة الطبيعية. وجد في النهاية أسرة خيرية في المدينة المجاورة تهتم بالأيتام، فتواصل معهم وشرح لهم الوضع. رحبوا بالفكرة ووعدوه أنهم سيعاملونها كابنتهم. قبل أن يصحبها إلى هناك جلس معها وقال: “أعرف أنكِ تفتقدين لعبتك وأمك، لكني وعدتك أن أحميك، وسأفي بوعدي. هنا ستجدين من يهتم بكِ ويرعاك.”
عندما وصلت الفتاة إلى البيت الجديد استقبلتها السيدة المسؤولة بعناق حار وأعطتها لعبة صغيرة جديدة، فانفرجت أساريرها للمرة الأولى منذ أيام. التفتت إلى العريس وقالت له بصوت مرتجف: “شكرًا لأنك لم تتركني وحدي.” كاد أن يبكي لكنه تماسك، وأجابها: “أنتِ أمانة، والآن أنتِ في مكان آمن.” ثم غادر المكان وعيناه تدمعان لكنه شعر براحة لأنه اختار الصواب رغم العادات القاسية.
مرت السنوات وكبرت الفتاة وأصبحت شابة متعلمة قوية الشخصية، وكانت كلما واجهت صعوبة في حياتها تتذكر الرجل الذي رفض أن يسلب طفولتها رغم أن القانون والعادات كانت تسمح له. ظلّت تدعو له في صلاتها دائمًا، وأصبحت قصتها تُروى في القرية كدرس قاسٍ عن العادات الظالمة التي قد تُحطم حياة أبرياء، وعن إنسان واحد اختار أن يكون رحيمًا في وجه قسوة المجتمع.
تعليقات