قصة دخل الزوج على زوجته التي أنجبت البنت

أخذت آلاء نفسًا عميقًا ومسحت دموعها ثم قالت: “جئت اليوم لا لأعاتبك فقط، بل لأقول إن الله علّمني معنى الرحمة. كنت أظن أنني سأصرخ في وجهك إذا قابلتك، لكنني الآن أرى رجلًا مكسورًا نال جزاءه قبل اعتذاره”. رفع عينيه نحوها والدموع تحجب الرؤية وقال: “ابنتي… لم يمر يوم لم أندم فيه، كنت أظن أن السعادة في الذكور، لكن الله حرمني حتى من ذلك، وتركني أتعذب بفقدانهم الواحد تلو الآخر”.
وضعت يدها على يده من جديد وقالت: “الآن لديك فرصة واحدة لتصلح ما تبقى. أنا لن أستطيع أن أكون طفلتك التي تركتها، لكنني أستطيع أن أكون ابنتك التي تغفر. عد إلى الله أولًا، ثم حاول أن تعيش ما بقي من أيامك بلا كره ولا غضب”. كان صوته مبحوحًا وهو يقول: “أيمكنني أن أراك أحيانًا؟ أسمع صوتك ولو من بعيد؟” ابتسمت بحزن: “يمكنك ذلك، لكن لا لشيء سوى أن أذكّرك أن قيمة الإنسان ليست بجنسه بل بما يحمله قلبه”.
في تلك اللحظة اقترب بعض المسنين الذين شهدوا المشهد وهم يبكون، وبدأوا يواسونه ويشكرونها على قدرتها على الصفح. شعر الرجل بشيء من الدفء يغمر قلبه لأول مرة منذ سنوات، كأن حملًا ثقيلًا سقط عنه. همس لنفسه: “هذا الريال الذي وضعته في جيبي منذ سنين عاد إليّ اليوم على هيئة رحمة… لكنها رحمة ابنتي التي كنت أظنها عبئًا”.
خرجت آلاء من دار المسنين وهي تنظر إلى السماء بابتسامة ممزوجة بالدموع. شعرت أن أمها راضية عنها، وأن الله أراد لها هذا اللقاء لتغلق جرحًا قديمًا ظل ينزف في قلبها. أما هو فبقي في مكانه، ينظر إلى الباب الذي خرجت منه وكأن النور تبعها، ثم أغلق عينيه واستسلم لدموعه، حامدًا الله أن منحه فرصة للتوبة قبل أن يرحل.
تعليقات