قصة دخل الزوج على زوجته التي أنجبت البنت

تجمد الدم في عروق الرجل حين التقت عيناه بعيني الطبيبة، وكأن الزمن توقف ليعيد إليه كل الذكريات التي حاول دفنها. شعر بأنفاسه تتسارع وهو يتأمل ملامحها، كان هناك شيء بداخلها يصرخ أنها تشبه تلك الطفلة التي تركها يومًا. حاول أن يخفي ارتجاف يديه لكنه فشل، فيما بقيت الطبيبة آلاء واقفة أمامه تنتظر منه كلمة أو تفسيرًا. أخيرًا تمتم بصوت مبحوح: “اسمك… آلاء؟”. أومأت برأسها بابتسامة حزينة وأجابت: “آلاء… ابنة امرأة طلقها رجل لأنها أنجبت بنتًا”.
غمرت القاعة لحظة صمت ثقيلة، وغابت ضحكات بقية المسنين الذين شعروا أن هناك شيئًا عميقًا يحدث أمامهم. دمعت عيناها وهي تقول: “كنت أظن طوال حياتي أن والدي مات، هكذا قالت لي أمي حتى لا أكرهه، لكنني كنت أشعر أن جزءًا مني مفقود، وأن هناك وجهًا غائبًا يطاردني في الأحلام”. غرز الرجل أظافره في كفيه محاولًا كبح دموعه، لم يجد ما يقوله سوى أن يخفض رأسه خجلًا أمام تلك الحقيقة المرة التي صنعها بنفسه.
اقتربت منه أكثر وجلست أمامه مباشرة، وضعت الكعك على الطاولة وأمسكت يده المرتعشة. قالت بهدوء متألم: “كل السنوات الماضية كنت أتساءل… هل كان يستحق الأمر كل هذا الألم؟ أن تتركني وأمي لأني جئت بنتًا؟”. انهمرت دموعه بلا توقف، وأدرك أن كل الكبرياء الذي عاش عليه سنوات انهار في لحظة مواجهة. حاول التحدث لكن الكلمات كانت تخونه، فلم يخرج سوى صوت مبحوح يقول: “سامحيني”.
نظرت إليه نظرة مختلطة بالغضب والحنين، وأردفت: “أمي ربتني على أن أعفو وألا أحمل حقدًا، لكنها ماتت وهي تهمس باسمك في لياليها، تنتظر أن تعود يومًا وتطرق الباب… لكنك لم تفعل”. شعر الرجل أن الأرض تدور به وأن كل ما عاشه كان ثمنًا باهظًا لقراره الظالم. حاول أن يرفع رأسه لكنه لم يجد في نفسه الجرأة ليرى انعكاس ذنبه في عينيها.
في تلك اللحظة حدث ما لم يكن في الحسبان…
وكأن القدر أراد أن ينهي سنوات الألم بلقاء سيغير كل شيء في الصفحة الثانية…
تعليقات