قصة في ليلة شتوية من ديسمبر عام 1972 اختفت سوزان بول

في ليلة باردة من ديسمبر عام 1972، كانت رياح الشتاء تعصف بأشجار ولاية فلوريدا بينما كانت الأنوار الخافتة تنبعث من بيوت الضاحية الهادئة. سوزان بول، فتاة مراهقة في الخامسة عشرة من عمرها، كانت تمضي وقتًا ممتعًا مع صديقتها بعد يوم دراسي طويل. لم يكن في سلوكها ما يوحي بأنها تخطط للهرب أو الابتعاد، فقد تركت حقيبتها وملابسها في مكانها، وكأنها تنوي العودة بعد لحظات. لكنها خرجت من الباب الأمامي ولم تعد أبدًا، تاركة خلفها لغزًا حيّر الجميع.
ساعات قليلة تحولت إلى أيام، والأيام إلى أسابيع، بينما كانت الشرطة وأهالي المدينة يمشطون الغابات والأنهار والشوارع الجانبية بلا جدوى. لم يُعثر على أي أثر لحذائها أو معطفها، ولا حتى علامة تُشير إلى وجهتها. عائلتها كانت تعيش بين الأمل والخوف، وكل اتصال هاتفي أو دقّة باب كان يُنعش أملًا صغيرًا بأنها ستعود. لكن مرور الوقت جعل الحكاية أكثر غرابة، خاصة عندما بدأت شهادات متناقضة تظهر من أشخاص زعموا رؤيتها في أماكن بعيدة.
في العام التالي، ظهرت امرأة غريبة في مدينة مجاورة تدّعي أنها رأت فتاة تشبه سوزان تركب سيارة مجهولة في تلك الليلة المشؤومة. لكن التحقيق لم يسفر عن شيء. بعض الجيران بدأوا ينسجون القصص والأساطير، قائلين إن المنطقة مسكونة أو أن هناك سلسلة اختفاءات مشابهة. ومع مرور الأعوام، ظلت القصة حية في أذهان سكان البلدة، يُحكونها كل شتاء لأطفالهم وكأنها أسطورة تحذيرية.
وفي عام 1985، بعد أكثر من عقد على اختفائها، حدث ما لم يكن في الحسبان. أثناء أعمال بناء على بُعد أميال من مكان اختفائها، عثر العمال على صندوق معدني قديم مدفون تحت جذور شجرة ضخمة. كان الصندوق يحوي شيئًا سيقلب مسار القضية بأكملها ويكشف أسرارًا لم يتوقعها أحد.
لكن المفاجأة الحقيقية وما عُثر عليه في ذلك الصندوق ستعرفه في الصفحة الثانية…
تعليقات