قصة البنت التي تـواعد الشاب وهي مـيتة

قصة البنت التي تـواعد الشاب وهي مـيتة

الليلة كانت مختلفة، والجو في المقبرة كان مرعب بشكل يخلي أي حد يحس إن روحه بتتهز من الخوف. لما الحفر بدأ، الكل كان واقف حوالين القبر ساكتين، ما حدش قادر ينطق بكلمة. كل واحد فيهم جواه سؤال واحد: إزاي البنت اللي ماتت من سنتين يقال إنها كانت لسه عايشة من شوية؟ التراب اللي بيتشال ببطء كشف عن كفن قديم، لونه متآكل كأنه بقاله زمن طويل، ومع كل حفنة تراب، كان قلب الشاب بيدق أسرع، كأنه هيقفز من صدره من كتر الرعب.

الوالد ما قدرش يمسك نفسه، وعيونه غرقت بالدموع، وهو بيردد بصوت مكسور: “يا رب استر.. دي بنتي.. دي ريحتي.” صوته كان بيهز قلوب اللي حواليه، حتى الضابط نفسه حس إنه لأول مرة في حياته بيقف قدام حاجة مش مفهومة ولا ليها تفسير علمي. الشاب وقف مذهول، ودموعه نازلة من غير ما يحس، بيحاول يقنع نفسه إنه يمكن بيتوهم، لكن صورة البنت وضحكتها ولسة ريحة عطرها على هدومه كانوا أكبر دليل إنها فعلاً كانت موجودة معاه.

لكن المفاجأة الكبرى كانت لما اتضح إن الكفن مش مقفول زي باقي الأكفان.. كان مفتوح من ناحية الجنب، وكأنه في إيد بشرية شقته وخرجت منه.

لحظتها كل الموجودين حسوا إن الدم اتجمد في عروقهم، والجو بقى أبرد من العادي، كأن ريح المقابر نفسها بتلف حواليهم وتهمس بأسرارها اللي محدش يقدر يسمعها غير اللي اختارتهم هي… الصدمة في الصفحة الثانية…