قصة البنت التي تـواعد الشاب وهي مـيتة

قصة البنت التي تـواعد الشاب وهي مـيتة

الضابط رفع صوته وهو بيحاول يسيطر على الموقف: “كملوا الحفر، لازم نشوف للنهاية.” بس الحقيقة إن صوته ما كانش ثابت زي العادة، كان فيه رعشة صغيرة فضحته. الشاب قرب خطوة وقال بانفعال: “يا باشا، أنا مش مجنون، أنا كنت معاها من ساعات، لمست إيدها، سمعت ضحكتها.. إزاي تقولوا ميتة من سنتين؟” الضابط بص له نظرة طويلة من غير كلام، كأنه بيقول: “أنا نفسي مش فاهم حاجة.”

وبعد ما العمال شدوا الكفن كله وخرجوه من القبر، كانت الصدمة اللي قلبت الكل. الكفن كان فاضي! لا في جثة، ولا عظام، ولا حتى بقايا جسد.. مجرد قماش قديم بيتفتت بين إيدين العمال. ساعتها وقع الوالد على الأرض وهو بيصرخ: “بنتي ماتت.. شلتها بإيدي ودفنتها هنا.. إزاي يحصل كده؟” الكل اتجمد مكانه، مش قادر يرد ولا حتى يتنفس من هول اللي شافوه.

وفجأة، سمعوا صوت بكاء ضعيف جاي من آخر المقبرة، صوت أنثوي مبحوح بيقول: “سيبوني.. سيبوني أرجع.” الصوت كان واضح كإنه جنبهم، لكن لما جريوا ورا الصوت ما لقوش غير شجر يابس وحجارة. مفيش أثر لأي شخص. الريح بس هي اللي كانت بتمر بين القبور وتخبط في وشوشهم برد شديد كأنها رسائل من عالم تاني.

الضابط سحب مسدسه من غير ما ياخد باله، والشاب مسك راسه وهو بيبكي: “ده صوتها.. والله العظيم ده صوتها.. هي عايشة.. بس فين؟!” البواب الباكستاني رفع صوته لأول مرة وقال بخوف: “أنا شوفتها قبل كده..

كل ليلة بتيجي.. تقف عند الباب وتبصلي من بعيد.. افتكرت إني بتخيل، بس طلعت حقيقة.” كلامه وقع كالقنبلة، والكل بص له مرعوب… الصدمة في الصفحة الثالثة……..