قصة واجه رجل من مدينه الموصل بالعراق لحظات من الرعب

في لحظات كهذه، تصبح الثواني كالساعات، والقلوب تتوقف عن النبض من شدة الخوف. كان الأب يضرب بيديه على زجاج السيارة بكل قوته، والأم تبكي وتصرخ مستنجدة بكل من يمر، بينما الصغيرة تئن وتلوّح بيديها البريئتين من خلف الزجاج، محاصرة بحرارة خانقة لا ترحم. ازدادت التجمعات حول السيارة، وكل شخص يحاول أن يقترح طريقة لإنقاذ الطفلة، لكن الوقت كان ينفلت سريعًا من بين أيديهم.
رجال الأمن لم يتأخروا، لكنهم أيضًا لم يجدوا وسيلة فورية لفتح السيارة دون كسر الزجاج، وهو ما كان سيعرّض الطفلة لإصابة مباشرة. هنا برزت المفارقة الغريبة: السجناء الخمسة الذين كانوا تحت الحراسة، والذين يحمل كل واحد منهم تاريخًا طويلاً في سرقة السيارات وفتح أبوابها بطرق ملتوية. مشهد بدا كأنه خرج من فيلم سينمائي، لكنه كان حقيقيًا بكل تفاصيله.
اقترب أحد السجناء بخطوات ثابتة، نظر في عيني الأب المرتجفتين وقال بهدوء: “اطمّن.. إحنا نعرف نفتحها أسرع مما تتصور.” للوهلة الأولى، شعر الأب بالصدمة؛ كيف يمكن أن يستنجد بمن ارتكبوا جرائم في الماضي؟ لكن نظرات ابنته العالقة وصراخها الخافت جعلاه يصرخ: “اعملوا أي حاجة.. بس خلّصوها!”
طلب أحد السجناء علاقة ملابس معدنية أو أي أداة رفيعة، وببراعة لا تصدق بدأ يوجّهها بين حافة الزجاج والباب. الآخرون التفوا حوله يعطونه التعليمات بدقة، وكأنهم فريق محترف اعتاد هذا العمل منذ سنوات. الأنفاس كانت محبوسة، وكل ثانية تمرّ كانت كالسيف المسلط على رقاب الجميع.
وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان…
الطفلة على بُعد لحظة واحدة من الهلاك، والسجناء على بُعد خطوة من كتابة صفحة جديدة في حياتهم.
فماذا حصل بعدها؟ في الصفحة الثانية …
تعليقات