قصة واجه رجل من مدينه الموصل بالعراق لحظات من الرعب

قصة واجه رجل من مدينه الموصل بالعراق لحظات من الرعب

في أقل من خمس دقائق، دوى صوت خفيف لفتح القفل، تبعه فتح باب السيارة الخلفي على اتساعه. اندفعت الأم بسرعة لتحتضن صغيرتها وهي تبكي بحرقة، بينما الأب جثا على ركبتيه يشكر الله بصوت مرتعش. الحاضرين صفقوا من شدة الانفعال، حتى رجال الأمن أنفسهم لم يتمالكوا دموعهم، فقد كانوا شهودًا على لحظة إنقاذ بدت في البداية مستحيلة.

الغريب أن السجناء الذين ساعدوا في الموقف، لم يطلبوا أي مقابل أو حتى كلمة شكر، بل ابتسم أحدهم وهو يقول: “إحنا كنا يومًا سبب في خراب بيوت، لكن النهاردة ربنا كتب نكون سبب في إنقاذ حياة.” هذه الكلمات تركت أثرًا عميقًا في نفوس الحاضرين، وكأن القدر أراد أن يعيد صياغة أدوارهم من مجرمين سابقين إلى أبطال في لحظة فارقة.

رجال الأمن تعاملوا مع الموقف بحكمة؛ فلم يعاقبوا السجناء على خروجهم عن الصف، بل رفعوا تقريرًا عن الواقعة إلى المسؤولين، مؤكدين أن هؤلاء الرجال أظهروا شجاعة وإنسانية غير متوقعة. بعض الأهالي الذين شهدوا الحادثة كتبوا ما جرى على وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما انتشرت القصة كالنار في الهشيم لتصبح حديث الشارع الموصلي.

الطفلة خرجت من الأزمة بسلام، لكن الحكاية لم تنتهِ عند هذا الحد؛ فقد صار كثيرون ينظرون إلى السجناء الخمسة بنظرة مختلفة، معتبرين أن ما فعلوه قد يكون بداية جديدة وفرصة لإعادة بناء حياتهم بعد قضاء عقوباتهم. أما الأب والأم، فلن ينسوا أبدًا أن من أنقذ فلذة كبدهم لم يكونوا رجال شرطة ولا أطباء، بل سجناء كان ماضيهم ملطخًا بالخطايا… لكن حاضرهم كتب صفحة إنسانية خالدة.