كانت لندن تلك الليلة مغطاة بضباب كثيف يبتلع أنوار الشوارع، والبرد يلسع الوجوه بقسوة. الفتاة العربية المسلمة، التي اعتادت الالتزام بتعاليم دينها، شعرت بقلق يتسلل إلى قلبها وهي تغادر حفلة صديقتها متأخرة. كان الطريق إلى بيتها طويلًا والليل قد تجاوز منتصفه، لكنها فضلت العودة رغم نصيحة صديقتها بالمبيت عندها. حاولت أن تطمئن نفسها بأن الأمر عادي وأنها ستصل بخير، لكن الشوارع الموحشة زادت خوفها كلما اقتربت من محطة القطار.
حين نزلت إلى المحطة تحت الأرض، بدت الصالة شبه خالية إلا من رجل يقف بعيدًا بنظرات غامضة. تذكرت فورًا الأخبار التي سمعتها عن جرائم القتل في محطات القطارات بعد منتصف الليل، وبدأت تقرأ ما تحفظه من القرآن سرًا، تدعو الله أن يحفظها من أي مكروه. كان صدى خطواتها يتردد مع دقات قلبها المتسارعة، وشعرت للحظة بأن الرجل يراقبها عن كثب. لكنها تماسكت وأكملت سيرها، متظاهرة بالهدوء رغم خوفها العميق.
اقتربت أكثر من رصيف القطار، والرجل لا يزال واقفًا، وكأن وجوده الثقيل يملأ المكان بالرهبة. فتحت حقيبتها لتشغل نفسها، بينما لسانها يلهج بالأدعية، وكل آية تحفظها تخرج من شفتيها بخفوت. فجأة تحرك الرجل ببطء نحوها، فارتجف قلبها، لكنها واصلت الدعاء، ولم ترفع رأسها نحوه. ثم توقف فجأة وعاد أدراجه دون كلمة، وكأن قوة خفية أوقفته.
وصل القطار سريعًا، وصعدت إلى مقعد بجانب الباب وهي ما تزال في حالة ذهول. طوال الطريق إلى بيتها، لم يتوقف عقلها عن التساؤل: لماذا لم يؤذها ذلك الرجل؟ كان يمكن أن تكون ضحية أخرى في الأخبار التي تسمعها كل يوم، لكنها الآن بخير. وما زالت تلك اللحظات الغامضة تلتف حولها مثل الضباب الذي غطى المدينة.
التفاصيل الصادمة في الصفحة التالية… اكتشاف مذهل يقلب كل ما ظنته الفتاة رأسًا على عقب!
تعليقات