حدثت ﻓﻌﻼً ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﺃﺣﺪﺍﺛها تقشعر ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ

خرجت الفتاة من مركز الشرطة وهي تحمل في قلبها مزيجًا من الامتنان والرهبة. اتصلت بوالديها الذين انفجروا بالبكاء حين علموا بما حدث، وأمها لم تكف عن حمد الله، بينما ظل أبوها يردد أن الدعاء حصن لا يُهدم. ذهبت إلى صديقتها التي دعتها للحفلة وأخبرتها بالتفاصيل، فبكت الأخيرة بحرقة وشعرت بالذنب لأنها تركتها تعود وحدها في هذا الوقت المتأخر.
في الأيام التالية، أصبحت القصة حديث الناس، ليس فقط في حيها بل بين أفراد الشرطة أيضًا. الضابط الذي رافق استجواب القاتل اتصل بها ليشكرها قائلًا إن ما سمعه عن القرآن والدعاء جعله يفكر في معنى الإيمان من جديد. كلماتها أصبحت تذكيرًا حيًا بأن رحمة الله لا تغيب حتى في المدن الباردة والليالي المخيفة.
الفتاة نفسها تغيرت بعد ذلك اليوم. صارت أقوى، وأكثر تمسكًا بدينها، ولم تعد ترى في الظلام خطرًا بلا معنى، بل فرصة لتتذكر أن النور الإلهي حاضر حتى في أحلك اللحظات. كانت تروي قصتها لكل من تشعر أنه فقد الأمل، مؤكدة أن الدعاء قد يغير المصير بلحظة لا يتوقعها أحد.
وفي إحدى الليالي، جلست عند نافذتها تراقب ضباب لندن المعتاد وتستعيد كل ما جرى. شعرت بدفء غريب يملأ قلبها رغم برودة الطقس، وقالت لنفسها: “لو لم أذكر الله تلك الليلة، لربما كنت الآن ذكرى حزينة لعائلتي.” ثم ابتسمت وهي تهمس بشكر صادق: “رحمتك يا الله هي السبب في بقائي حيّة.
تعليقات