قصة شوفوا أنا غلطانه ولا ايه بعد م أنا امي اتوفيت الله يرحمها من تلات سنين

قصة شوفوا أنا غلطانه ولا ايه بعد م أنا امي اتوفيت الله يرحمها من تلات سنين


لما دخلت، ساد صمت للحظة كأن المكان كله وقف. بنتها أول ما شافتني، عينيها غرقت بالدموع وجريت ناحيتي وارتمت في حضني وهي بتعيط زي الأطفال. حضنتها بكل قوتي، ودموعي نزلت على كتفها. الناس اللي حوالي وقفوا يتفرجوا علينا، وعيونهم اتبدلت من استغراب لتأثر. حتى أخت جوزي، اللي كانت قاعدة بتستقبل العزاء، رفعت راسها وبصتلي بنظرة كلها ندم وحزن. قومت وقفت قدامها ومديت إيدي لها، قامت وبكت وهي بتقول “سامحيني يا أختي… كنت غلطانة.” الكلمة دي هزت قلبي وكأن جبل اتشال من فوق صدري.

قعدنا سوا وفضلنا نحكي ونفتكر أمي وأمها. البكا اتحول لدعوات بالرحمة، والندم اتحول لسكون في القلب. حسيت إن النزول مش بس ريّح قلبي، ده كمان ريّح روح أمي اللي كانت بتحب تشوفني مسامحة. حتى جوزي لما شافني راجعة بالليل ووشي هادي، بصلي وعرف من غير ما أتكلم إني اخترت الصح.

من يومها العلاقة اتغيرت بينا. بقت بنتها تجيلي كتير وبتعاملني زي أم تانية. وأخت جوزي كل ما تشوفني تفتكر اليوم ده وتقول “الكرامة ساعات بتعمي قلوبنا عن الحق.” وأنا جوايا عارفة إن ربنا بيدبر كل حاجة بحكمة. يمكن اللي حصل ده كان عشان نتعلم إن الموت والحزن بيكشفوا المعادن الحقيقية للناس.

رجعت أفتكر حلفاني وأقول لنفسي إن الغضب ساعات بيخلينا ندي وعود مش من قلبنا. لكن لما نيجي نتصرف بإنسانية، ربنا بيبارك في خطواتنا. تعلمت إن الرحمة أقوى من أي زعل، وإن الغضب مهما كان كبير ممكن يذوب قدام موقف واحد صادق. وهكذا فهمت إن النزول مش خيانة لنفسي ولا لكرامتي، بل وفاء لأمي ولقيمي اللي ربتني عليها، ودي كانت اللحظة اللي أعادت الدفء لقلبي وبيتي.