طفل فقد 75 بالمية من نظره بسبب لعبة تتواجد في البيوت

طفل فقد 75 بالمية من نظره بسبب لعبة تتواجد في البيوت


مرت شهور على الحادث، وكريم بدأ يتأقلم ببطء مع واقعه الجديد. تعلم أن يستخدم حاسة السمع واللمس بشكل أكبر، وأصبح يعتمد على إخوته وأصدقائه لمساعدته في بعض الأنشطة. والدته أصبحت أكثر حرصًا على مراقبة كل شيء يدخل البيت، من الألعاب إلى الأجهزة الإلكترونية. والد كريم، الذي كان يعتقد سابقًا أن الليزر مجرد لعبة بسيطة، صار يحكي القصة لزملائه في العمل وينبههم: “أخطر حاجة ساعات بتكون قدام عنينا وإحنا مش شايفين.”

القصة انتشرت في المجتمع المحلي، حتى إن بعض المدارس بدأت تنظم ورش توعية للأهالي والطلاب حول مخاطر الليزر والألعاب المشابهة. بعض المتاجر توقفت عن بيع مؤشرات الليزر للأطفال بعد سماع قصة كريم. الحادث لم يُغير فقط حياة هذه العائلة، بل أصبح سببًا في توعية آخرين وإنقاذ عيون ربما كانت ستتعرض لنفس المصير.

الخبراء ينصحون الأسر باتباع خطوات بسيطة: عدم شراء مؤشرات الليزر كألعاب، توعية الأطفال بعدم النظر إلى أي ضوء قوي مباشر، ومراقبة استخدامهم للأجهزة المنزلية. كما يؤكد الأطباء أن الوقاية دائمًا أسهل من العلاج، لأن الأضرار التي تلحق بالشبكية لا يمكن إصلاحها جراحيًا في معظم الحالات.

كريم نفسه، رغم فقدانه 75% من بصره، أصبح رمزًا للقوة والصبر. بدأ يتحدث في أنشطة مدرسية عن تجربته، محذرًا أقرانه من الاستهتار بأشياء صغيرة قد تغيّر حياتهم للأبد. ابتسامته العفوية رغم ألمه أثرت في كل من سمع قصته. لقد فهمت العائلة بأكملها أن المسؤولية تبدأ من المنزل، وأن الحذر من الأخطار الخفية يمكن أن ينقذ حياة أو يحافظ على نعمة عظيمة مثل البصر.
وهكذا كانت مأساة كريم جرس إنذار قوي لكل الأسر بأن الألعاب البسيطة قد تخفي أخطارًا جسيمة، وأن الوعي والحذر هما الحماية الحقيقية لأطفالنا.