قصة قلة أدبه أنقذت حياته

بعد سنة تقريبًا من بداية العلاج، كان أحمد في النادي ولحظ إن طفل صغير بيعمل نفس الحركات اللي كان بيعملها زمان: يسرح شوية، وبعدين يتصرف تصرف غريب من غير سبب. أحمد افتكر كل اللي حصله وراح بسرعة لأمه الطفل وقال لها بهدوء: “ممكن حضرتك توديه لدكتور أعصاب، يمكن يكون زيي كده”. الأم استغربت لكن خدت كلامه بجد، وبعد فحوصات اكتشفوا إن الولد فعلاً عنده نفس النوع من النوبات.
أحمد رجع البيت يومها مرفوع الرأس، وقال لأبوه: “أنا أنقذت طفل زي ما الدكتور أنقذني”. الأب حضنه وقال له: “إنت بقيت بطل حقيقي يا ابني”. الأم كانت واقفة بتعيط من الفرح لأنها شافت في عيون ابنها ثقة جديدة وحب للحياة. بقى يحكي لصحابه في المدرسة عن تجربته ويقولهم: “محدش يحكم على حد من غير ما يفهمه”.
العيلة كلها اتغيرت، بقت أحن وأقرب لبعض. حتى علاقتهم بالناس حوالينهم بقت أهدى لأنهم عرفوا إن الحكم السريع ممكن يظلم حد بريء. أحمد نفسه كبر وهو فاكر إن الكلمة الطيبة ممكن تنقذ حياة. القصة اللي بدأت بظلم وسوء فهم، انتهت بإنقاذ مش بس حياة أحمد، لكن حياة طفل تاني وأمل كبير لكل اللي حواليه. وهكذا كانت قلة أدبه… اللي افتكروها غلط، هي العلامة اللي أنقذت حياته وغيرت حياة غيره كمان.
تعليقات