من حوالي 8 سنين بنتي اختفت فجأة

من حوالي 8 سنين بنتي اختفت فجأة

عد ما خلفت بنتي التانية، حسيت إن ربنا بعتلي طوق نجاة أتمسك بيه عشان أعيش من تاني. كنت بصحى من النوم أبص عليها وهي نايمة وأقول: “مش هسيبك أبداً، مش هسمح اللي حصل مع أختك يتكرر.” جوزي كان برضه متغير، بقى حريص زيادة عن اللزوم، بيقفل الأبواب والشبابيك كذا مرة قبل ما ينام، وبيصحى نص الليل يتأكد إن البنت في سريرها. حياتنا كلها بقت مليانة قلق، حتى الضحكة كان بيبقى وراها خوف.

ومع كل دا، كنت لسه بفتكر سارة. مفيش يوم عدى من غير ما صورتها تيجي في بالي. كل مرة بنتي الصغيرة تكبر فيها شوية، كنت أتخيل أختها لو كانت موجودة دلوقتي كان شكلها إيه. أوقات كنت بعيط بالليل من غير ما حد يحس، وجوزي لما يلاقيني كدا، يفضل ساكت، وبعدها يحاول يغير الكلام، كأنه خايف ينهار معايا. بس اللي محدش كان يعرفه إن حياتنا كلها كانت ماشية على حافة خيط رفيع من الألم والأمل.

وفي يوم عادي جدًا، كنت خارجة أجيب حاجات من السوبرماركت، ولما دخلت المحل وقفت مكاني مش قادرة أتحرك. كان قدامي بنت واقفة مع ست شكلها مش أمها خالص. البنت كانت شبه سارة بشكل يخلّي القلب يقف. نفس العيون، نفس الشعر، حتى طريقة وقفتها. الدم جري في عروقي بسرعة، حسيت إني هاوقع على الأرض. قربت منهم وأنا قلبي عمال يدق، ولما البنت بصتلي، كنت هصرخ من كتر الشبه.

الصفحة التانية هتحمل المفاجأة اللي قلبت كل حاجة…
وهل فعلاً كانت دي سارة ولا مجرد أوهام أم مكلومة؟