قصة الطفلة سجدة

قصة الطفلة سجدة

التحريات اشتغلت بسرعة، والشكوك اتجهت ناحية بعض الموجودين في المنطقة. مفيش وقت للانتظار، فالمباحث جمعت كل الخيوط، ومن خلال كاميرات بسيطة متعلقة في أحد البيوت، اكتشفوا المفاجأة. الجاني مش غريب، ولا واحد من الغرباء اللي بيدخلوا الحي، لكنه للأسف كان شاب من نفس المنطقة. كل الناس كانوا فاكرينه “هادئ وطيب”، لكن الحقيقة كانت أبشع.

التحقيقات أوضحت إن المتهم استدرج الطفلة للبيت المهجور بحجة اللعب، وهناك ارتكب جريمة بشعة، وبعدها حاول يخفي معالمها بتشويه جسدها عشان محدش يتعرف عليها بسرعة. اللي صدم الجميع إن الشاب اعترف بسهولة، وكأنه مش مدرك إنه أنهى حياة طفلة بريئة، ودمّر أسرة كاملة، وخلى كل سكان الحي يعيشوا في خوف ورعب.

أهل الطفلة كانوا في حالة انهيار، الأب انهار من البكاء وهو بيصرخ: “دي كانت لسه بتقوللي عايزة شبسي وبسكويت”. الأم فقدت القدرة على الكلام، والبيت كله بقى مليان عزاء وصوت القرآن. الحارة اللي كانت مليانة ضحك أطفال بقت حزينة، كل طفل بقى يتخاف عليه أكتر، وكل أم بقت ماسكة أولادها وما بتسيبهمش لحظة.

الناس في سوهاج اتجمعوا كلهم في جنازة الطفلة “سجدة”، وكان المشهد موجع، الصغير والكبير بيبكوا، واللي يشوف النعش الأبيض الصغير وهو بيتشال يحس إن قلبه بينكسر. الهتافات تعالت: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، والغضب عم المكان كله. الكل بقى بيطالب بأقصى عقوبة للجاني، عشان الجريمة كانت فوق طاقة الاحتمال.

القصة دي خلت ناس كتير يفتكروا قد إيه الأطفال محتاجين حماية، وإن الشر ممكن ييجي من أقرب الناس مش بس من الغرباء. جريمة زي دي مش بس أنهت حياة طفلة بريئة، لكنها كمان علمت جرح في قلب كل أم وأب بيسمع بيها.
والتحريات أثبتت إن المجرم اتقبض عليه، والعدالة هتاخد مجراها، لكن الجرح اللي سببه عمره ما هيلتئم.