لماذا اقسم الله بالعصر في سورة العصر

لماذا اقسم الله بالعصر في سورة العصر

حين نقرأ سورة العصر، نقف أمام قسم رباني عظيم يلفت الانتباه منذ بدايته، إذ يقول الله تعالى: “والعصر إن الإنسان لفي خسر”. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: لماذا أقسم الله بالعصر تحديدًا، دون غيره من الأزمنة؟ إن القسم في القرآن الكريم ليس اعتباطيًا، بل يأتي لحكمة بليغة ومعنى عميق يريده الله لعباده أن يتدبروه.

العصر هو الزمن الذي يحياه الإنسان، وهو رأس ماله الحقيقي في هذه الدنيا، فمن ضيّعه ضاع كل شيء، ومن استثمره بالخير والعمل الصالح نجا وفاز. إن القسم بالعصر هو تنبيه على قيمة الوقت، فهو وعاء الأعمال، ومن خلاله يُختبر الإنسان في عمره القصير. لذلك جاء القسم به ليكون تذكيرًا بأن اللحظة التي تمر لن تعود، وأن من يترك عمره يضيع في اللهو والغفلة خاسر لا محالة.

وقد أشار كثير من المفسرين إلى أن “العصر” يحمل أكثر من معنى، فهو يشير إلى الدهر كله، وإلى زمن النبي محمد ﷺ، الذي يعد أعظم العصور، بل وحتى وقت العصر اليومي الذي يرمز لانقضاء اليوم وقرب نهايته. وفي كل هذه المعاني يظل المغزى واحدًا: أن العمر يمضي سريعًا، وأن الإنسان في سباق مع الوقت لا يجوز أن يتهاون فيه.

لكن لماذا ربط الله بين القسم بالعصر وبين خسارة الإنسان؟ الإجابة تكمن في الصفحة التالية 👇