لماذا اقسم الله بالعصر في سورة العصر

لماذا اقسم الله بالعصر في سورة العصر

جاءت الآية بعد القسم لتبين أن الإنسان بطبيعته خاسر، لأنه يستهلك من عمره دون أن يدرك. فالزمن يتناقص، والعمر يتآكل، والفرص تنقص مع كل يوم ينقضي. وهذه الخسارة حتمية إلا لمن استثناهم الله في نفس السورة: “إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر”. فالمخرج الوحيد من الخسارة هو الإيمان الذي ينير القلب، والعمل الصالح الذي يعمّر الأرض، والتواصي بالحق الذي يقيم المجتمع على العدل، والتواصي بالصبر الذي يثبّت المؤمن أمام الابتلاءات.

إن سورة العصر على قصرها تختزل فلسفة الحياة كلها: وقت ينقضي، وخسارة محتومة، وسبيل نجاة واضح. وقد قال الإمام الشافعي: “لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم”، لأنها تضع الإنسان أمام معادلة دقيقة بين الهلاك والنجاة، وتضع مفتاح الخلاص بين يديه.

وبهذا يتضح أن القسم بالعصر هو تنبيه إلهي إلى أن أعظم ما يملكه الإنسان هو وقته، فإن حفظه نجا، وإن ضيعه كان في خسران مبين.