قصة التقت به بعد خمس سنوات بعد ان تركها

قصة التقت به بعد خمس سنوات بعد ان تركها

بعد خمس سنوات من الفراق، وجدت نفسي وجهاً لوجه أمامه صدفة في أحد المستشفيات. كان جالساً في قاعة الانتظار بقسم أمراض النساء والتوليد. تخفيت خلف نقابي أراقبه بصمت، وداخلي يشتعل بالذكريات. كيف اجتمعنا من جديد بعد كل هذه السنوات؟ وكيف أسمح لقلبي أن يخفق وكأن شيئاً لم يحدث؟

عاد بي الحنين إلى أيام المراهقة، يوم كنت أمر يومياً من أمام محله الصغير لبيع وإصلاح الإلكترونيات. كان حضوره كافياً ليجعل قلبي يتسارع في كل مرة تلتقي فيها عيوننا. وعندما تقدم لخطبتي شعرت أن أحلامي كلها تحققت. لم أتردد لحظة في الموافقة، كنت أراه فارس أحلامي الحقيقي، بل كنت أتفاخر أمام صديقاتي أن القدر ابتسم لي.

عشنا فترة خطوبة دامت سنتين. كانت أجمل وأقسى سنواتي في الوقت ذاته. كان يكلمني باستمرار عبر الهاتف، ويمطرني برسائل صوتية عبر الواتس آب. أحياناً كان يضحكني، وأحياناً يجرحني بكلمة غير مقصودة. ورغم ذلك، لم أتخيل حياتي بدونه، فقد كنت أعتبره عالمي كله.

لكن أكثر ما كان يؤلمني تلك العبارة التي كان يكررها مازحاً: “حبيبتي الأمية”. كنت ضعيفة في القراءة والكتابة، وهو يعرف ذلك. كان يقولها ضاحكاً ليمازحني، لكنه لم يكن يدرك إلى أي مدى كانت تلك الكلمة تشعرني بالإهانة. كنت أتظاهر بالضحك، بينما داخلي ينكسر في كل مرة.

وها هو اليوم يجلس أمامي، ينظر إليّ بعيون مرهقة بعد أن نادت الممرضة اسمي.
هل يتذكرني؟ أم أنني مجرد ظل من ماضيه انتهى منذ سنوات؟ الإجابة في الصفحة الثانية…