قصة التقت به بعد خمس سنوات بعد ان تركها

لم يطل صمته كثيراً، تقدم نحوي بخطوات بطيئة، وصوته يتهدج وهو ينطق اسمي: “فاطمة…”. شعرت أن الزمن توقف. تلك الكلمة وحدها أعادت إليّ كل ما حاولت نسيانه. لم أرد، فقط اكتفيت بالنظر إليه من خلف نقابي، بينما الدموع كادت تخونني.
جلس بجانبي بصمت لبرهة، ثم قال: “لم أتوقع أبداً أن أراك هنا… بعد كل هذه السنوات.” كان صوته يحمل حزناً دفيناً، كأنه يحمل أثقال الماضي فوق كتفيه. لم أعرف بماذا أجيبه، كنت ممزقة بين رغبتي في العتاب وبين خوفي من فتح جروح قديمة.
تجرأت أخيراً وقلت له: “الحياة لم تكن سهلة بعد رحيلك.” ارتجف صوته وهو يتمتم: “ولا حياتي…” شعرت أن وراء كلماته قصة لم تُروَ بعد، قصة ربما تفسر غيابه، وربما تكشف لي وجهاً آخر من الحقيقة التي لم أعرفها يوماً.
في تلك اللحظة، أدركت أن اللقاء لم يكن مجرد صدفة عابرة. ربما كان اختباراً جديداً من القدر، وربما كان بداية فصل جديد من الحكاية التي لم تكتمل. لكن قلبي، رغم حذره، لم يتوقف عن الأمل بأن تكون هذه المرة مختلفة، وأن يكتب لنا القدر فرصة أخرى.
تعليقات