دخل الزوج على زوجته التي أنجبت البنت لتوها

نظر إليها الرجل في دار المسنين بدهشة وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة كأنما اكتشف شيئًا ظل يبحث عنه سنوات. صمت للحظات طويلة قبل أن يقول بصوت مبحوح إن ابتسامتها تذكره بشيء ضاع منه منذ زمن. لم تعرف آلاء سبب ارتجاف صوته ولا السبب الذي جعل قلبها يخفق بسرعة وهي تحدق في عينيه المليئتين بالحزن والندم. شعرت للحظة أنه ليس مجرد نزيل عادي بل يحمل سرًا قريبًا منها.
مرت دقائق من الصمت ثم ابتسمت آلاء رغم غصة في حلقها، وقالت له إن الحياة مهما قست علينا فلا بد من الرحمة والتسامح. كانت تحاول أن تبعث الطمأنينة في قلبه لكنها وجدت نفسها هي من تحتاج للطمأنينة. كانت صور طفولتها تتسارع في ذهنها عندما تركها والدها وهي رضيعة، وبدأت تتساءل كيف سيكون شكل اللقاء لو حدث فعلًا. لم تتوقع أن تجد نفسها اليوم أمام رجل يثير في نفسها هذه الذكريات المؤلمة.
أخذت نفسًا عميقًا وأكملت توزيع الكعك على بقية النزلاء، لكنها بقيت تنظر إليه بطرف عينها. كان يجلس في زاوية بعيدة يراقبها بعينين يغمرهما الدمع الذي حاول كثيرًا أن يخفيه. كانت كل ملامحه تروي قصة طويلة من الخطيئة والندم. حاولت أن تداري مشاعرها لكنها شعرت بشيء أقوى منها يدفعها للبقاء قربه أكثر.
عاد هو إلى غرفته بعد انتهاء اللقاء وجلست هي للحظات أمام باب الدار تفكر في سبب هذا الانجذاب الغريب نحوه. لم تكن تدري أن خيوط القدر بدأت تنسج قصة جديدة بينهما، قصة تحمل الإجابات التي كانت تبحث عنها منذ طفولتها. كانت تشعر أن شيئًا كبيرًا سيكشف قريبًا وأن هذه الزيارة لم تكن صدفة عابرة.
ازدادت الأسئلة في رأس آلاء بينما ازداد ندم الرجل في غرفته، وبدأ كل منهما يشعر أن اللقاء القادم سيحمل مفاجأة حاسمة في الصفحة الثانية…
تعليقات