دخل الزوج على زوجته التي أنجبت البنت لتوها

في اليوم التالي قررت آلاء أن تذهب إلى الدار مبكرًا قبل موعدها المعتاد. أحضرت دفتر ملاحظاتها وجلست تنتظر الرجل في فناء صغير مزروع بالأزهار. عندما خرج من غرفته ورآها تنتظره ارتبك كثيرًا لكنه ابتسم على استحياء وجلس أمامها. كانت هذه أول مرة يشعر أنه يريد الحديث منذ دخوله الدار.
سألته عن حياته قبل مجيئه إلى هنا، فتنهد بعمق وقال إن الحكاية طويلة ومؤلمة وأنه دفع ثمن قراراته القاسية طوال سنوات عمره. حكى لها عن زوجة طلقها يوم أنجبت ابنة، وعن طفلة لم يرها منذ ذلك اليوم، وعن حسرته التي تلاحقه في كل لحظة. كانت كلماته كسكاكين تغرز في قلبها وهي تستمع، وكل كلمة تذكرها بأمها وحياتها الماضية.
سقطت الدموع من عيني آلاء دون أن تشعر، لكنها تمالكت نفسها وسألته بهدوء عن اسم الطفلة التي تركها. رفع رأسه ببطء وقال إن اسمها آلاء. كاد قلبها أن يتوقف في تلك اللحظة، وشعرت بالدنيا تدور من حولها، لكنها أخفت صدمتها وابتسمت ابتسامة واهنة حتى لا تفضح أمرها. بدأت تتأكد أن القدر جمعها بأبيها في هذا المكان.
أنهت اللقاء بسرعة بحجة أن لديها عملًا آخر وغادرت الدار مسرعة قبل أن يلاحظ ارتجاف صوتها. جلست في سيارتها تبكي بشدة، كل الصور القديمة عادت، كلمات أمها عن والدها الذي طلقها يوم ولادتها أصبحت الآن واقعًا أمامها. كانت تتساءل كيف تواجهه وكيف تخبره بالحقيقة بعد كل هذه السنين.
كانت آلاء في صراع بين الرغبة في الاعتراف لأبيها وبين الخوف من جرح قلبه أكثر، بينما كان هو يعيش أول بصيص أمل منذ سنوات في أن يرى ابنته التفاصيل في الصفحة الثالثة….
تعليقات