دخل الزوج على زوجته التي أنجبت البنت لتوها

في الجمعة التالية دخلت آلاء الدار بقلب يشتعل بالمشاعر المختلطة. حملت معها هذه المرة ألبوم صور قديم يضم ذكريات طفولتها وأمها. عندما رآها الرجل ابتسم ابتسامة حزينة كأنه ينتظر شيئًا منها. جلست بجانبه بهدوء ووضعت الألبوم أمامه وفتحت على صورة قديمة لها وهي طفلة صغيرة تحمل اسمها مكتوبًا على ظهر الصورة.
تجمد الرجل في مكانه وهو يحدق في الصورة، ارتجفت يده وأمسك بها بصعوبة، ثم رفع عينيه إليها والدموع تنهمر بلا توقف. فهم كل شيء في لحظة وعرف أن القدر أعاده لابنته التي تركها ظلمًا قبل سنوات طويلة. حاول أن يتكلم لكنه لم يستطع، فقط بكى كما لم يبك من قبل.
اقتربت آلاء منه وأمسكت يده وقالت بصوت يرتجف إنها ابنته وإنها لم تأتِ إلى الدار صدفة. قالت إنها لم تكرهه يومًا رغم كل ما حدث لكنها احتاجت أن تسمع منه كلمة ندم أو اعتذار. انهار الرجل بين يديها واعتذر مرات كثيرة وهو يعترف بذنبه ويطلب منها الصفح.
بكت آلاء معه لكنها شعرت براحة لم تعرفها من قبل. شعرت أنها أغلقت دائرة الألم التي بدأت يوم ولادتها. كان هذا اللقاء بداية جديدة لكل منهما، بداية تحمل الغفران بدل الكراهية والأمل بدل الندم. جلسا طويلًا يتحدثان حتى غابت الشمس، وأخيرًا شعرت آلاء أن حياتها بدأت من جديد وأنها استردت أباها بعد ضياع طويل.
تعليقات