ما هي المدة الشرعية لغياب الزوج عن زوجته في الإسلام

ومن المهم أن يدرك الزوج أن طول الغياب قد يفتح أبواب الفتنة والاضطراب داخل الأسرة. فالزوجة بحاجة إلى مؤانسة ومشاركة في الحياة اليومية، وحرمانها من ذلك قد يسبب مشكلات زوجية كبيرة. لذلك حرص الشرع على تقليل مدة الغياب قدر المستطاع.
وقد أفتى بعض الفقهاء أن الزوج إذا غاب أكثر من ستة أشهر دون عذر مقبول، فللزوجة أن ترفع أمرها إلى القاضي ليُلزم الزوج بالعودة أو يفسخ العقد. وهذا يبين أن الشرع لم يترك المرأة فريسة للإهمال بل أعطاها حق الدفاع عن حياتها الزوجية.
ويظل الأصل أن الزواج شراكة تقوم على التفاهم والتضحية المتبادلة. فإذا اضطر الزوج للغياب فيجب أن يهيئ لزوجته أسباب الصبر مثل توفير النفقة والاتصال الدائم وبث الطمأنينة في نفسها. وبذلك يتجاوزان معًا آثار البعد حتى يعود إلى بيته.
وخلاصة القول أن المدة الشرعية لغياب الزوج عن زوجته قدَّرها بعض الصحابة بأربعة أشهر، لكن الحكم يدور مع المصلحة والضرورة. فالإسلام لم يضع تشريعًا يرهق الناس بل شرع ما يحفظ الحقوق ويقيم العدل ويصون الأسرة من التشتت والضياع.
تعليقات