قصة فشـل بعد إسلامه في إقناع امه بالإسلام

حين ذهبت للإمام في المسجد أخبرته بما جرى، فتهلل وجهه بالفرح وقال: الحمد لله الذي كتب لها حسن الخاتمة، ونعم يا بني، لها حق المسلم علينا في الصلاة والدفن، فقد نطقت الشهادة وأعلنت إيمانها. كان وقع كلماته على قلبي بردًا وسلامًا، كأن حملاً ثقيلاً قد زال عن كتفي، وابتسمت لأول مرة منذ أن فارقت أمي الحياة.
وصل خبر إسلامها إلى أهل القرية بسرعة، وبدت الدهشة على وجوه الكثيرين ممن كانوا يعرفون عنادها الطويل في رفض الإسلام. بعضهم قال: سبحان من يهدي من يشاء في اللحظة الأخيرة، وبعضهم بكى تأثرًا حين علم أن آخر كلماتها في الدنيا كانت شهادة التوحيد. لم أشعر يومًا بمثل هذا الرضا الداخلي، فقد أيقنت أن دعائي لسبعة عشر عامًا لم يذهب سدى.
أما ابني فقد صار حديث الجميع، فكل من سمع قصته قال إن الله أجرى الخير على لسانه الصغير ليكتب النهاية السعيدة. كنت أراقبه بفخر، وأدركت أن التربية على الإيمان منذ الصغر تصنع رجالًا لا تهزهم المواقف ولا يخيفهم عظم المسؤولية. لقد حمل عبئًا لم أستطع أنا تحمله، وكان سببًا في نجاة جدته من موت غير الإسلام.
الخلاصة أن الأمل لا ينقطع أبدًا مهما طال الطريق، وأن الدعاء والصبر يفتحان أبواب الرحمة ولو بعد سبعة عشر عامًا، فقد كتب الله لأمي أن ترحل مسلمة، وجعل ابني سببًا في تلك الهداية العظيمة.
تعليقات