قصة أبنائي باعوني قبل أن يبيعوا بيتي

قصة أبنائي باعوني قبل أن يبيعوا بيتي

ارتجفت يداي وأنا أفتح الصندوق، كأنني أفتح قلب الماضي كله. كانت عيناي غارقتين بالدموع، ليس خوفًا بل رهبة من المجهول. داخل الصندوق وجدت كيسًا صغيرًا من القماش، وعندما فتحته انسكبت بين أصابعي أوراق نقدية قديمة لكنها بحالة جيدة، ومجوهرات ذهبية كنت أظن أن زوجي قد باعها منذ سنوات طويلة. كان هناك أيضًا دفتر جلدي بني اللون، فتحته فوجدت أوراقًا مرتبة بعناية، تحمل عقودًا وأملاكًا لم أسمع عنها من قبل. أدركت حينها أن زوجي كان أكثر حكمة مني، فقد خبأ لي كنزًا حقيقيًا لم أتخيله يومًا، كأنه كان يعرف أن الأيام ستقلب لي ظهر المجن وأن أقرب الناس سيبيعونني.

وقفت أمام الصندوق وكأنني أستعيد أنفاسي لأول مرة بعد شهور من الخذلان. همست لنفسي: “لن أبكي بعد اليوم… لن أكون ضعيفة بعد الآن.” في تلك اللحظة شعرت أن الله لم يتركني، بل كتب لي طريقًا آخر كي أواجه الغدر وأقف من جديد. أغلقت الصندوق بإحكام وأخذته معي إلى مكان آمن عند صديقة قديمة لم تخذلني يومًا. جلست معها وأخبرتها بما حدث، فاحتضنتني قائلة: “يا ليلى، ربما أراد الله أن يكشف لك حقيقة أبنائك قبل أن يذهب عمرك كله في أوهام.”

مرت الليالي وأنا أتقلب بين الذكريات والأفكار، كيف استطاعوا أن يبيعوا أمهم كأنها قطعة أثاث؟ أين ذهبت لحظة المرض حين كنت أسهر بجانبهم، وأين ضاعت دموعي على وسادتي وأنا أدعو الله أن ينجحوا ويكبروا؟ لكن الآن، وقد امتلكت هذا السر، بدأت أرى أن حياتي لم تنتهِ، بل ربما بدأت من جديد. في داخلي اشتعلت رغبة بالانتقام، لا انتقام الكراهية، بل انتقام الكرامة التي داسوا عليها.

في الصفحة الثانية ستكتشف كيف استغلت ليلى هذا السر لتقلب الطاولة على أبنائها، وتغير مصيرها بالكامل.