قصة أبنائي باعوني قبل أن يبيعوا بيتي

بدأت أولى خطواتي بزيارة محامٍ موثوق كنت أعرفه منذ أيام زوجي. جلست أمامه وأخرجت الأوراق من الدفتر، ففتح عينيه بدهشة وقال: “هذه عقود ملكية ضخمة يا مدام ليلى… هل تعرفين قيمتها؟” ابتسمت رغم الدموع وقلت: “لا، لكني أعلم أنها ورقة نجاتي.” شرح لي أن زوجي كان يملك أراضي في منطقة واعدة ستصبح خلال سنوات من أغلى الأماكن الاستثمارية، وأن الذهب وحده يساوي ثروة صغيرة. جلست مذهولة، أتذكر كيف كنت أعيش بخوف من الغد بينما هذا الكنز ينام تحت قدميّ طوال الوقت.
نصحني المحامي ألا أُخبر أحدًا، وأن أبدأ بإعادة تسجيل هذه الأملاك باسمي، خصوصًا أنها مثبتة قانونيًا. وبالفعل، بدأت الإجراءات بخطوات ثابتة، بينما أبنائي الثلاثة يعيشون حياتهم الجديدة وكأنني لم أكن يومًا موجودة. كنت أتابع من بعيد، وأرى كيف بدأ المال الذي حصلوا عليه من بيع البيت يتبخر شيئًا فشيئًا. كانوا يتشاجرون، يتهم أحدهم الآخر بالسرقة والخيانة، حتى منى التي كانت تبدو الأقسى بينهم، صارت تلعن اليوم الذي باعتني فيه.
لم أحاول التواصل معهم، لم أرد أن أظهر ضعفي من جديد. لكن داخلي كان يحترق: هل أعاقبهم بتركيهم ينهارون، أم أعيد إليهم بعض الرحمة التي حرموني منها؟ كنت كل ليلة أبكي بين يدي الله وأدعوه أن يرشدني للطريق الصحيح.
في الصفحة الثالثة ستعرف اللحظة التي واجهت فيها ليلى أبناءها وما الذي فعلته بالسر الذي غيّر حياتها.
تعليقات