قصة يقول أحد رجال البحث الجنائي قبضنا على شاب ومعه بنت

قصة يقول أحد رجال البحث الجنائي قبضنا على شاب ومعه بنت

أخذ الضابط نفسًا عميقًا ليتمالك نفسه قبل أن ينطق بكلمة قد تهدم كل شيء. ثم التفت إليها بعينين صارمتين وقال: “أنا سأستر عليكِ، ليس من أجلك، بل من أجل أخيكِ الذي لا يعلم شيئًا. لن أسمح أن ينكسر قلبه أو أن يُلطخ اسمه بشيء لم يرتكبه”. عندها انفجرت الفتاة بالبكاء بحرقة وكأنها أُعتقت من سجن كان يخنقها.

استدعى الضابط والدها من دون أن يكشف أي تفاصيل، وحين حضر سلّمها إليه في صمت، ولم يذكر شيئًا عن حقيقة الموقف أو عن صلة قرابتها بزميله. خرجت الفتاة مطأطئة الرأس بخطوات متثاقلة، بينما بقي الضابط جالسًا على مكتبه يحدّق في الباب المغلق كمن يحمل همًا ثقيلًا على صدره.

لقد أدرك حينها أن البطولة الحقيقية ليست في كشف الأسرار ولا في إظهار السلطة، بل في اتخاذ القرار الأصعب: الستر حين يكون الستر هو النجاة. اختار أن يحمل السر وحده، وأن يصونه داخل صدره ليحمي أسرة بأكملها من الانهيار.

وفي أعماقه أيقن أن المواقف التي يواجهها الإنسان ليست دائمًا مع الخارجين عن القانون، بل مع ضميره في لحظات الاختبار الحقيقية. وقد اجتاز امتحانه بأصعب وسيلة، وهي الصمت الحكيم والستر النبيل، ليبقى هذا الموقف شاهدًا على أن الرحمة أحيانًا أقوى من العدالة الظاهرة.