رجل احترقت جميع الأراض إلا أرضه

رجل احترقت جميع الأراض إلا أرضه

في إحدى القرى الصغيرة التي يلفها الهدوء من كل جانب، اندلع حريق هائل أتى على كل ما حوله من حقول وأشجار وزرعٍ وخير. كانت ألسنة اللهب تلتهم الأرض بشراسة، تترك خلفها سوادًا ورمادًا، وكأن الحياة قررت أن تنسحب فجأة من المكان. أصيب الناس بالذعر، وعمّ الخوف أرجاء القرية، فالريح كانت تنقل النار بسرعة لا يمكن إيقافها.

وسط كل هذا الهلع، كان هناك رجل بسيط يعيش في أطراف القرية، يُعرف بورعه وتقواه، وكان دائم الذكر لله في كل أوقاته. عندما رأى ألسنة النار تقترب من أرضه، رفع يديه إلى السماء وقال بثقة المؤمن: “يا رب، أنت الحافظ وأنت الرحيم”. لم يحمل دلواً من ماء، بل حمل قلبًا عامرًا بالإيمان والدعاء.

اقتربت النيران شيئًا فشيئًا من أرضه، حتى ظن الناس أنها ستلتهمها في لحظات. لكن المفاجأة كانت مدهشة… فقد توقفت النار عند حدود أرضه وكأنها وجدت حاجزًا خفيًا يمنعها من التقدم. ظل الجميع يحدّقون في المشهد غير مصدقين ما يرون، أرض الرجل بقيت خضراء نضرة، بينما كل ما حولها أصبح رمادًا.

لم يصدق الناس ما حدث، وراحوا يتحدثون عن السرّ الذي جعل أرضه تنجو. بعضهم قال إنها صدفة، وبعضهم ظن أنه سحر، لكن الرجل ابتسم بهدوء وقال: “من كان لله، كان الله له”. تلك الكلمات كانت أعمق من أي تفسير، وأقوى من كل الحكايات.

كيف نجت أرضه من لهيب النار؟
وماذا أخبرهم عندما سُئل عن سرّ هذه الكرامة؟ في الصفحة الثانية…